فلنؤدبهم ونرجع
 

عبدالملك سام

عبدالملك سام / لا ميديا -
يحاول العدوان أن يحقق أي تقدم في الجبهات. وبالطبع كل محاولاته لا تتم إلا بغطاء جوي هيستيري، فهم خائفون رغم أنهم يمتلكون أغلى وأحدث الأسلحة، والجندي السعودي لا يتحرك إلا بعد أن يدفع بالمرتزقة أولاً ليعملوا ككاسحات ألغام له، وبعدها يتحرك الجندي السعودي وعلى يمينه كتيبة، وعلى شماله كتيبة، وأمامه كتيبة، كلهم من المرتزقة، ويلبس حفاظات، وخوذة ضد الرصاص، ومروحة حتى لا يموت من الحر، وسيارة «بيك أب» خزانها مملوء وجاهزة للفرار في أي وقت... ورغم هذا لا يتقدمون!
مع الظروف الاقتصادية الصعبة نجد الكثير من الشباب العاطلين. لكني أستغرب ممن يواجه كل هذه الصعاب ويظل ساكتاً! أنت تعرف من يفعل بك هذا، فلماذا لا تتحرك؟! لماذا نرى الكثير من الشباب يصر على أن يظل يتنقل بين أسواق القات ويعاني ظروفاً سيئة ورغم هذا لا يفكر بأن يذهب ليؤدب من تسبب له ولبلده بكل هذه المعاناة؟! وليس بالضرورة ألا يتحرك الواحد منا إلا بعد أن يقتل العدوان أحداً من أهله، فلبلدنا علينا حق، ومن يقتلهم العدوان هم من أهلنا أيضاً.
بعض الأجانب عاشوا في بلدنا لسنوات، وعندما رأوا الظلم والعدوان تحركوا، ومازال بعضهم في الجبهات اليوم، وبعضهم استشهدوا أيضاً، وبعضهم في الخارج تواصلوا بي وهم يتحرقون شوقاً ليأتوا ويساعدوا، فكما تعرفون فالسعودية والإمارات تمتلكان الكثير من «المعجبين» في كل أنحاء العالم، وهؤلاء يبحثون عن فرصة فقط ليعبروا عن «حبهم» لبني سعود وعيال ناقص، فلماذا لا يتحرك من لا يزال ساكناً منا وينتهز هذه الفرصة التاريخية ليعبر عن حبه لهما أيضاً؟!
نحن شعب لا يملك ترف أن يخاف، فمنذ ولدنا ونحن نتعامل مع الخوف كحيوان أليف، بل ونضحك في أشد المواقف خطورة، وكم كنت أتعجب من بعض الرفاق في بعض الجبهات وهم يمزحون ويضحكون ونحن نواجه مواقف جدية فعلاً، وثم إننا أيضاً عندما نذهب فنحن واثقون من موقفنا بأننا لم نعتدِ على أحد، بل ندافع عن بلدنا وشرفنا وحريتنا ضد أناس طالما حملوا لنا كرها وحقدا لا نعرف أسباباً له! ألا تعتقدون أن من الأفضل أن نذهب لنسألهم بأنفسنا، وبالطبع بعد أن نجعلهم في وضع مناسب للكلام، أي بعد أن نؤدبهم ونعلمهم طرق الحوار؟!
أيها العاطل، تحرك قبل أن تجن وأنت في مكانك بسبب الظروف التي وضعوك فيها، فتحركك شرف لك، وتجربة ستحكيها لأولادك، وكلك فخر، بدل أن تحكي لهم عن خيباتك وخوفك! تحرك وستجد شعبك وراءك يدعمك، ومن ينتظر زيارتك، ومن يتحرى أخبارك. تحرك لأن هذا واجبك نحو وطنك. تحرك لأنك يمني، ولأنك مسلم، ولأنك رجل حر. غداً نحصد ثمار تحركنا عزة وكرامة وثراء، فلماذا لا تحجز لك مكاناً قبل فوات الفرصة؟! اليمن سينتصر بك أو بدونك، فكن بين الرجال خير من جلوسك مع السفهاء، وأعط نفسك فرصة أن تجرب فقط، وأنا متأكد أنك مع مرور الأيام ستألف الراحة والطمأنينة التي ستشعر بها هناك في الجبهات، وستتعرف على أشخاص وتكتسب الإخوة الذين سيغيرون حياتك تماماً... فقط كن رجلاً حراً، وجرب.

أترك تعليقاً

التعليقات