حاول أن تكون مرتزقا للحظة!
 

عبدالملك سام

عبدالملك سام / لا ميديا -

طبعا العنوان غريب وصادم، وأنا أعلم أنه لا يمكن لأحدكم أن يتخيل نفسه في هذا الموقع، فقط من باب الخيال لنحاول أن نعرف كيف تفكر هذه الكائنات! فبصراحة عجزت عن فهم لماذا يمكن لإنسان كرمه الله بالعقل أن يفعل هذا بنفسه؟!
الفقر.. ما الجديد؟! الشعب اليمني غالبيته الساحقة فقير، ونحن قد ابتلينا لفترة طويلة من الزمن بحكام عملاء لم يتقوا الله فينا، فانتشر الفقر والجهل والمرض، بالإضافة إلى آفة الفساد التي نخرت جسد الدولة لعقود.. كنا أغنياء كما قيل لنا، نأكل مما نزرع ونلبس مما نصنع، وفجأة وجدنا أنفسنا مع جيران جدد يكرهوننا دون سبب منطقي! ولعدة عقود رأيناهم مصرين على جعلنا عبيداً فقراء فاسدين! ثم رحنا نفكر كيف نتخلص من الوضع الذي أجبرونا عليه.
لأننا بسطاء فكرنا أولاً أن العيب فينا، لذا غيرنا نظام الحكم الذي كان يقاتل هؤلاء الجيران، ولدهشتنا وجدنا جيراننا يقاتلوننا معه!
فكرنا أن السبب في الجنوب الذي كان يمقتهم ويمقتونه، فتوحدنا لنريحهم، ولكن هذا لم يرضهم! أخيرا قررنا أن نرتاح مما وصلنا له من وضع مزرٍ، وقلنا لأنفسنا إنهم يريدون بلداً غنياً بقربهم حتى يرتاحوا من التهريب والعمالة التي طالما تباكوا منها، فقامت ثورة شعبية أطاحت بالنظام الفاسد، وأول رسالة للثورة كانت تطمين جيراننا بأننا لم ولن نستهدفهم، فقاموا بشن عدوان ظالم ووحشي علينا!
طبعا.. تعاملهم الشرير معنا جعل كل يمني يرضع كره جارة السوء من ثدي أمه، وكلما كبر الصغير أدرك أن كل الشرور تأتيه من جيراننا في الشمال، رغم ما يحمله كل يمني من حب لمكة والمدينة، بل حب لكل ما هو عربي ومسلم، ولكن هذه المشاعر الطيبة لم تشفع له لدى حكام السعودية، فقالوا إن عزهم في ذلنا، فماذا حصل في عقول المرتزقة ليعتقدوا أن هذا النظام الشيطاني يمكن أن يغير معاملته لهم؟! هل هذا الخلل العقلي ناتج عن خلل جيني؟! أم أن الغباء أصبح كالوباء يجعل البعض بلا عقل ولا منطق؟!
المؤكد أن هذا النظام لن يرضى عن أي يمني حتى لو غير جلده، وسواء كنت ملكياً أو جمهورياً، سُنّياً أو شيعياً أو صوفياً، حتى لو أصبحت صينياً! فأنت يمني، فما فائدة هذه الحماقة؟! لو أعطاك المال فهو يخطط كيف سيسترده مع الفوائد، ولو أعطاك الإقامة فهو يفكر متى سيسحبها منك، ولو أعطاك الأمان فهو يعد الأيام والليالي ليوم يفتك فيه بك وبأهلك! حتى الإخوان الحمقى الذين نعموا برعايته لعقود من الزمن، ها هو قد غدر بهم في كل بلد وصل إليه! وقد شاهدنا كيف فعل بهم خلال فترة العدوان في كل المحافظات، بينما هم يلعقون أحذيته ويقتلون أبناء جلدتهم ليرضى عنهم! أي حمق في رؤوس هؤلاء؟! بل أي عمى وصلوا إليه؟!
بصدق فقدت الأمل في هؤلاء المنحطين، وإني لأخجل حتى أن أفكر أن هؤلاء يمكن اعتبارهم يمنيين! فلا نداء العقل والمنطق نفع معهم، ولا نداء الدم والحمية أفادهم، ولا نداء المصلحة الوطنية والضمير أثر فيهم! كأنهم ممن حق عليهم القول فهم صم وعمي وبكم! فلولا هؤلاء المرتزقة السفلة لكنا انتهينا من بني سعود منذ العام الأول، وأرحنا بلادنا وبلاد الحرمين والعرب والمسلمين والعالم من هذه الأسرة اللعينة.. وهذا ما سيحدث ولو بعد حين.

أترك تعليقاً

التعليقات