زمن انتصاراتنا
 

عبدالملك سام

عبدالملك سام / لا ميديا -

هي قضية بلد صغير، وشعب مظلوم، ومظلومية تم تغييبها عن قصد، قضيتي أنا وأنت، وقضية شعب قام من تحت الأنقاض... فكيف حصل ذلك؟ وإلى أين نتجه؟
ما حصل في كلمات: ثورة، تجاذبات، فوضى، بصيص أمل، اغتيال الأحلام، عصابة، يمن واحد، انقلاب، فساد، فتن، فثورة، وتجاذبات، وبصيص أمل، وعدوان .. هذا هو ملخص الحكاية ببساطة!
هل نحن في رهان؟! وليكن ذلك، اللقطاء لم يتركوا لنا خيارا آخر، فقد كانت الأوضاع تسير نحو الهاوية. عميل يحكم بلداً عظيماً، فتحول الكثير من أبناء البلد إلى مطبلين. هددونا بنهاية حقبة النفط التي لم تبدأ، فقد تقاسم أفراد العصابة الأدوار لإخافة الناس ليظلوا تحت السيطرة. حروب، فتن، فقر، مرض، سيطرة أكثر للشركات الدولية التي صارت كالسفارات، وتشرذم لكي يخيف المواطن المظلوم مثيله الآخر... في الأخير لا بد من لحظة تتغير فيها الأوضاع، فقد وصلنا لمرحلة الفوضى واللاعودة، فكان لا بد من تحرك شعبي. خرج الجائعون لينتزعوا حقهم، فقام جزء من اللصوص بركوب الموجة، وفجأة أخذوا الثورة كما أخذوا البلد من قبل، فصار الديكتاتور ثائرا، وصارت الثورة أزمة، وصار الحلم كابوساً!
هل نحن مرتاحون؟! لا، لم نرتح بعد. نحن تعبنا ولكننا على استعداد أن نتعب أكثر. ما الفارق بين تعب الأمس وتعب اليوم؟! الفارق أننا اليوم نعرف طريقنا، بينما الأمس كنا نتجه نحو المجهول.
الثورة مستمرة، لأن هذا ما قلناه سابقا بالضبط، فالتكالب علينا يؤكد أننا كنا تحت الوصاية حقا، وعندما سقطت الأدوات ظهر المتحكم الحقيقي بنا من خلف الستارة، فإذا هو بغل يلبس عقالاً، ففر العبيد إلى حضن ولي نعمتهم، وهاهم اليوم يريدون أن يقنعونا أن الظلم كان بأمر الله ومشيئته، والمطلوب منا هو أن نعود للحضيرة من جديد!
لدينا اليوم مشروع نتعب في سبيل تحقيقه، ورؤية واضحة فرزت كل الاتجاهات التي أرادوا منها أن نظل تائهين فيها، أحزاباً وتجاذبات وانقسامات. لا وسيلة للخلاص سوى القوة والإصرار، نكون أو لا نكون. ونحمد الله أننا تخلصنا خلال هذه السنوات من ضعفنا، ومعا أثبتنا أننا نستطيع أن نفل الحديد، حتى لو كان فخر الصناعة الأمريكية و"الإسرائيلية" والغربية.
فقط علينا أن نتنبه لأمر واحد: كلما بقينا معا قلت مدة المعاناة، فلا نلتفت لمن يريد أن يقسمنا مجددا، ولا نصدق كلام لصوص الأمس الذين يريدون أن نعود عبيدا للنظام السعودي المجرم. ليس هناك قوة على وجه الأرض يمكن أن تخضع الشعب الحر، والتاريخ يؤكد ذلك.
بحمد الله، لا شيء إلى الآن يثبت أننا مخطئون. هم مجرمون وقتلة ولصوص، قتلونا وحاصرونا مع سبق الإصرار والترصد، واستخدموا أحقر الوسائل في سبيل إخضاعنا مجددا، وقد ظهر الشريف من المجرم، والصديق من العدو.
الموت أشرف لنا من حياة المرتزقة رخيصي الدم، والمعاناة خير لنا من عذاب القهر والذل والرق. افعلوا ما بوسعكم فهو هباء، وبددوا باقي أموالكم فهي لن تعوض من ثرواتنا، وتأكدوا أن الذي تفرون منه لا بد أن تلاقوه. وغدا سيكتب في صفحات التاريخ بماء الذهب أننا قوم إذا قلنا فعلنا، وأن عصر الهزائم ولى، وجاء زمن الانتصارات.

أترك تعليقاً

التعليقات