هم العدو فاحذروهم!
 

عبدالملك سام

عبدالملك سام / لا ميديا -
أكبر جناية على الإسلام والأمة تمثلت بالفكر الوهابي النفطي السعودي، والسبب هو التركيز على قشور العبادات مع إهمال جوهرها، والنتيجة هو ما نشاهده اليوم من مسلمين بلا إسلام، لتتحقق بذلك نبوءة النبي (ص) عندما قال إن المسلمين سيصيرون “غثاء كغثاء السيل”!
ورغم ما نراه من مظاهر الحرص على التجمع في المساجد، والالتزام المفرط في أداء العبادات أمام الناس فقط، والإقبال على الفتاوى المستوردة، ولكن الحقيقة أن الدين لا يطبق كما هي الغاية منه، بل أصبح الناس قابلين للاختراق بسهولة أمام انتشار الفساد كما هو حاصل اليوم في السعودية وغيرها من البلدان التي انتهجت الفكر الوهابي، فإلى أين يريد هؤلاء أن يذهبوا بنا؟!
لنعي جيداً خطورة هذا الفكر دعونا نر آثاره الهدامة في الأمة؛ فالدين كما يفترض به جامع للناس، بينما ما نشاهده في الساحة الإسلامية هو المزيد من الفرقة والتشرذم، وانتشر الغش والكذب بشكل غير مسبوق حتى بات الناس يتغزلون بصدق وأمانة النصارى والبوذيين وغيرهم في تعاملاتهم! وانتشر الربا في جميع البلدان الإسلامية، والأدهى أنه تم تشريعه تحت مسميات (إسلامية)، فذهبت البركة وحل الفقر والمعاناة! وانتشر الفساد الأخلاقي لتحتل معه البلدان الإسلامية مقدمة الدول التي تعاني من الفساد والقذارة، ناهيك عن السجل الأسود في مجال حقوق الإنسان!
يرافق هذا السقوط مساهمة هذا الفكر في تشويه الدين، وبعد أن كان الدين الإسلامي يتصدر باقي الأديان من حيث عدد الملتحقين به في أوروبا، إلا أن هذا الازدهار بدأ بالتراجع مع ظهور التنظيمات والأحزاب التكفيرية، ويكفي أن تشاهد ما يفعله بعض المنتمين لهذا المذهب على الهواء من ذبح وسحل وجرائم لتفهم لماذا يفر الآخرون من الإسلام! لقد قدموا الدين بأبشع صورة ممكنة خدمة لأعداء الدين، واليوم نشاهد هؤلاء أنفسهم هم من يتسابقون ليتبرؤوا من قضايا الأمة، ويرتموا عند أقدام أعدائها!
نحن في اليمن عانينا منهم أيضاً، ودائماً ما كنا نرى هؤلاء أحباب السلطان وشركاءه، وترعرعت تجارتهم واغتنوا في ظله، ومن ثم تحولوا إلى أشد خصومه عندما أصبحت مصالحهم لدى طرف آخر! وعند بداية العدوان وقف هؤلاء ضد اليمن واليمنيين، وغدا سيقفون مع أمريكا ضد من يقفون اليوم معه، وهكذا دواليك! ويكفي أن تسأل واحدا من هؤلاء بعد خشوعه في الصلاة عن موقفه مما يحدث في فلسطين اليوم؟! واسأله ماذا قدم من أجل فلسطين؟! وما هو رأيه في الأنظمة العميلة التي تطبع مع “إسرائيل” اليوم؟! ثم اسأله عن رأيه في الدول والأنظمة التي تعادي “إسرائيل” ومن يدعمها اليوم؟! والإجابة معروفة سلفاً! وهكذا في كل قضايا الأمة المصيرية.. هم العدو فاحذروهم!

أترك تعليقاً

التعليقات