أبو عفاش وأراضي صنعاء!
 

عبدالملك سام

عبدالملك سام / لا ميديا -

لا أتحدث هنا عن عفاش شخصيا، بل عن بعض تركته، أشخاص دربهم وخاض بهم كل أنواع الحيل والمؤامرات ليتأكد من مدى كفاءتهم، ثم أطلقهم وقلبه مطمئن بأنه لو رحل فهناك المئات ممن يشبهونه وسيسيرون على نهجه في هذا الشعب، بعضهم مسؤولون يدمرون مؤسسات الدولة، وبعضهم تجار ومتنفذون ينخرون في جسد هذا الشعب وصموده.
أحد هؤلاء شخص غير عادي فعلا.. لقد أصبح أسطورة بما تعنيه الكلمة، وما سمعته عن هذا الرجل جعلني أشعر بالفضول لمعرفته، ولكني فوجئت به قصيرا سمينا قميئا، ثم إنه كما قال الله عنه: "معتد أثيم".. فسألت نفسي: كيف لشخص كهذا أن يخدع أحدا؟! وفي ما بعد عرفت الإجابة، فهو يسير على نهج قدوته عفاش تماما، على أسلوب "كل وأكل"، فصاحبنا لا يعقد الصفقات إلا في مطاعم 5 نجوم، وبعد هذه الوجبات يتغير الوضع تماما لمصلحته مهما كانت القضية صعبة!
لن أذكر اسم أسرته أو اسمه, من باب الأدب، ولكن يكفي أن نعرف كنيته التي عرف واشتهر بها "أبو عفاش"، وصدق من قال إن لكل شيء نصيباً من اسمه؛ فهو معروف بالسلب والنهب لأراضي البسطاء من الناس، وفي مرة ذهب أحد المتضررين إلى النيابة ليشتكي بأن "أبو عفاش" سرق أرضه وباعها، وعند قدوم هذا اللص إلى النيابة قام بتوزيع مبلغ مليون ريال على جميع المسؤولين هناك علانية، بالإضافة إلى اتصال من ابن عمه "المؤمن" صاحب النفوذ، وكما أخبرني المشتكي أنه لولا لطف الله لكانوا قاموا بحبسه هو لأنه تجرأ على أن يشتكيه!
مؤخرا وصل الأمر إلى أن وصفه شخص مسؤول ومهم بأنه خليفة علي محسن الأحمر في الأراضي، وإلى لحظة كتابة هذه السطور لم يستطع عشرات المتضررين إيقافه واسترداد ولو جزء من حقوقهم، وبعضهم شكا لي أنه بأسلوب "كل وأكل" استطاع أن يسكت جميع الجهات الحكومية من أمن وقضاء وحتى وجاهات قبلية، بل أكدوا لي أن عمله الهدام هذا أدى ببعض المجاهدين للعودة من الجبهات سعيا لإرجاع حقوقهم، وآخرين خسروا أموالا طائلة لتجنب أذاه، ومايزال الأمر كما هو حتى الساعة، ومازال اللص يعبث بسمعة الدولة وينهب ويبيع ما ليس حقا له، ومايزال ضحاياه يعانون من الظلم بعدما عجز أكبر المسؤولين والمشرفين عن صده.. والله أكبر.

أترك تعليقاً

التعليقات