قادمون في العام السادس
 

عبدالملك سام

عبدالملك سام / #لا_ميديا -

كنت أبتسم وأنا أستمع لخطاب السيد قائد الثورة، والذي ذكرني بمواقف كنا فيها نحاول إخفاء مشاعر السرور تواضعا، خاصة وهو يقول: "قادمون في العام السادس"، فهو يعرف كما يعرف الجميع أن موقف السعودية أسوأ من السيئ، ووضعها مرشح لمزيد من السوء والسقوط، ووفق أفضل التوقعات فإنها لن تحتمل عاما آخر. لقد ورطت نفسها في مواجهة مع شعب لا ينبغي أن تستفزه بهذا الشكل. وقد كانت معتمدة على دعم أمريكي لا محدود كما توقعت. ولسوء طالعها فأمريكا مازالت تحاول أن تخرج نفسها من أزمات تسبب فيها قادة متغطرسون مازالوا غارقين في أوهام العظمة.
هذا عام ستتلقى فيه السعودية أبشع الضربات من كل الجهات. ونعرف أنها أيضاً ستحاول أن تكشر عن أنيابها النخرة، وربما ترتكب حماقات كثيرة ستحاسب عليها لاحقا، لكننا نعرف أيضاً أنها لحظات النشوة التي تسبق الموت، أو كما يسميها الإخوة المصريين "حلاوة الروح" قبل الموت.
الخطاب كان هادئا ومتعقلا، ووضح لنا نقاطاً مهمة كالعادة. ولعل أهم تلك النقاط هي تلك التي وجهها القائد لشعبنا لكي يهيئ نفسه بما يليق لمرحلة جديدة، مرحلة ستجعل اليمنيين يغيرون نظرتهم المنكسرة لأنفسهم، مرحلة متغيرة يجب أن نستقبلها بالمزيد من الصبر والثبات والعزيمة والارتباط بالله، فقد تهيأت الظروف بفضل الله وأصبح لدينا جيش أسطوري رغم شحة الإمكانيات، وشعب قوي وواعٍ لكل ما يدور حوله، ولم يتبق سوى انكسار العدوان والحصار لبدء مرحلة البناء لدولة مستقلة وقوية ومؤثرة، دولة قادرة على فرض إرادتها على الآخرين بما يتوافق مع هويتها الإيمانية، وقادرة على الاستفادة من ثرواتها التي حرمت من استغلالها لفترة طويلة.
كالعادة، أصبح خطاب السيد القائد عالميا ويتم تحليل كل كلمة يقولها وكل حركة يقوم بها، فقد تعود الآخرون أن خطابات السيد لا تأتي جزافا كما هو حال السياسيين، وذلك أنه قائد يفعل ما يقول، ويتحدث وهو مدرك لكل حرف يقوله. وفي ظل الأوضاع الراهنة والمتقلبة يكون من الصعب أن تتكلم بما يمكن أن تفعله. ولكننا تعودنا أن خطاباته تحمل الكثير من الصدق والفهم الدقيق لكل ما يجري. ناصحا وصادقا تحدث للمرتزقة وللأعداء، وموجها ومشفقا تحدث لأبناء شعبه، ومواسيا وداعما تحدث لأبناء الأمة المظلومين، وشاكرا ومساندا لكل من يحمل مشاعر صادقة نحو شعبنا الحر الصامد.
مع انقضاء العام الخامس يحق لكل يمني أن يفخر بما تم إنجازه، فمع مرور كل عام نزداد قوة وصلابة ويزداد أعداؤنا ضعفا وتشرذما. وخطاب هذا العام يؤكد المؤكد، فالشعب اليمني طيب ومسالم، لكنه أيضاً قوي وعزيز، وصموده يؤكد أنه شعب عظيم، وفي ظل قيادة حكيمة لن يعجز عن إثبات تلك الروحية العالية التي قل ما تمتعت بها الشعوب الأخرى. ففي ظل هذا العدوان الكبير وتلك الأسلحة والجيوش والحصار المطبق تعجز أكبر الأمم عن الصمود طوال هذه الفترة. ولكن شعبنا استطاع الصمود رغم الظروف الصعبة التي يعاني منها، بل وقلب الطاولة رأسا على عقب، ووجه صفعة مدوية في وجه أعدائه... وها نحن بانتظار أن يعلن أولئك الأعداء عجزهم وضعفهم أمام قوة وصلابة هذا الشعب.
إلى الأمام يا شعبنا المظلوم المنتصر! بالرجوع إلى الله أكثر، وبالصمود والبذل أكثر، سنحصد ثمرة صبرنا عزة ومجدا وعيشا كريما. أصبروا وصابروا! وقد مضى الكثير الصعب واقتربت ساعة الحقيقة، وليبذل كل واحد منا ما يستطيع، ومن لا يملك ما يقدمه فليعمل على حشد الآخرين، وسيأتي اليوم الذي يشار فيها للمواطن اليمني بالبنان وبالإعجاب والاحترام. كيف لا ونحن الشعب الذي قهر المستحيل، وعلى مرأى ومسمع العالم الساكت قهر أكبر وأخطر المخططات التي استهدفته واستهدفت أمته، باعتباره رأس الحربة في مواجهة دول الاستعمار التي قهرت أكبر إمبراطوريات العالم لمدة طويلة؟! وتستمر اليمن تحمل لقباً يعرفه كل الطغاة عبر التاريخ، وهو "مقبرة الغزاة".

أترك تعليقاً

التعليقات