عام النصر
 

عبدالملك سام

عبدالملك سام / لا ميديا -

هذا العام بدأ بعدد من الانتصارات بفضل الله وعونه، وها نحن نشعر بسرور في انتظار الفرحة الكبرى بانكسار العدوان الغاشم على بلدنا، طبعا هذا سيؤدي بالتأكيد إلى عودة الكثير من المخدوعين إلى صف الشعب، وهو ما سيكمل فرحتنا بلم الشمل ويأس العدو من إيجاد ثغرة في بنيان شعبنا، وعندها لا أمل لأقوى وأعتى الطغاة في أن يفكر بموطئ قدم في اليمن، ولا يبقى لنا بعدها سوى التفكير بدولتنا وراحة شعبنا الذي استطاع أن ينتزع حريته وسيادته من براثن العملاء ومن خلفهم من قوى استعمارية.
بدأت قبضة المجرمين تتراخى بفعل صمود الشعب الذي يستشرف عامه السادس على أمل أن يكون عام الحسم، فالذين كانوا منخدعين بالعدوان رأوا بأنفسهم كيف كان يعاملهم كعبيد، وأدركوا نواياه التي لا يمكن أن تكون مساعدة بأية حال، فدول العدوان كشرت عن نواياها الخبيثة بالسيطرة على ثروات ومقدرات وجزر اليمن، وبعد سقوط نظام العمالة أدركوا أن هذا الشعب سيسعى للاستفادة من ثرواته ليرتقي بوضعه الاقتصادي والسياسي، وهذا ما كان هؤلاء يخشونه، فهم لا يريدون لليمني أن يكون مرتاحا وغنيا ومستقلا! ويعتقدون أن هذا كفيل بإبراز السوء الذي هم عليه، فهم برغم كل تلك الثروات التي استخرجوها لم يستطيعوا أن يكونوا دولا بما تعنيه الكلمة، فلا بنوا أمة، ولا حققوا ازدهاراً ولا استقراراً ولا رقياً، بل إنهم أسوأ الأنظمة سمعة في العالم أجمع.
من جهة أخرى، فإن عودة الجوف تعتبر عودة لأرض يمنية عزيزة علينا كباقي المحافظات، إلا أن السيطرة عليها لها معنى آخر، ألا وهو أنها تعطينا مرمى حجر قريباً نوعا ما من عاصمة الطغاة في حال رفضوا أن يجنحوا للسلم، ويكفوا عن أذاهم لليمنيين، كما أنها محافظة واعدة بالخير الذي سيعم كل الشعب بإذن الله. طبعا نحن لا نحمل لشعب نجد والحجاز أية ضغينة، ويجب أن يفهموا أننا رغم ما عانيناه من نظام بني سعود على مدى 5 سنوات، فإننا لم نؤذ أي مدني مع قدرتنا على ذلك، وهم مازالوا يمارسون حياتهم بشكل طبيعي رغم أن جيرانهم عانوا من القصف والتدمير، بل الإبادة بأحدث أسلحة الدمار التقليدية والمحرمة، وعتابنا الوحيد عليهم هو السكوت على نظامهم العميل وما يفعله بشعب عربي مسلم كريم لا يحمل لهم سوى الخير، وها هم يرون كيف أنه نظام يسيء معاملة المؤمنين، بينما هو خانع وذليل أمام أمريكا وإسرائيل!
مما أحب أن ألفت نظر الجميع إليه هو أننا عندما نسمع عن هذه الانتصارات يجب أن نسبح ونستغفر الله كما أمرنا، وأن نشكر الله على ما منَّ به علينا، والفائدة كما قال السيد القائد - حفظه الله - هي ألا يعتاد الناس هذه المشاعر، وينسوا رعاية الله لنا كشعب مظلوم، فكل ما تحقق هو بفضل الله الذي أيد جنوده المستضعفين. فكلنا يعرف أننا كنا في وضع مؤسف نتيجة تواطؤ نظام العمالة مع مخططات الخارج الطامع في بلدنا وثرواته، وكنا بلا حول ولا قوة، فمن الله علينا بالصبر والتأييد في كل خطوة قمنا بها، وها نحن نتمتع بقوة ندافع بها عن بلدنا، واستطعنا تطوير أسلحتنا ومازلنا، بعكس أولئك المعتدين الذين بدأوا عدوانهم وهم منتشون بما لدى أمريكا وإسرائيل، وها نحن نراهم يتخبطون وقد نكس الله رؤوسهم، بل أصبحوا متخوفين مما ستأتي به الأيام القادمة.
فاذكروا الله يذكركم، واشكروه على فضله يزدكم، واستنصروه ينصركم، وأصلحوا ذات بينكم، واعتصموا بحبله المتين. اصبروا وصابروا، وليقدم كل واحد منا ما يستطيع في سبيل الله والمستضعفين، وما النصر إلا من عند الله العزيز الحميد.. عاش اليمن حرا أبيا كريما، ولا نامت عيون الجبناء.

أترك تعليقاً

التعليقات