ضحك على الدقون!
 

عبدالملك سام

عبدالملك سام / لا ميديا -

لا جديد فيما اتخذه "المجلس الانتقالي" من خطوات مكررة تهدف في حقيقة الأمر لتجيير الغضب الشعبي لمصلحته. وكلنا نعرف أن كل ما قيل في ذلك البيان هو كلام فارغ بموافقة النظامين السعودي والإماراتي اللذين يعملان على تطبيق الفوضى في الجنوب، ورد ما تسمى "الشرعية" يؤكد المؤكد. والهدف طبعا مزيد من التشرذم والاقتتال الداخلي، خاصة في ظل تصاعد الاحتجاجات الشعبية ضد العملاء والاحتلال بسبب تردي الأوضاع المعيشية والأمنية.
في أغسطس 2019 تم تطبيق النموذج المراد تعميمه في كل اليمن: اقتتال داخلي لا يتم حسمه لمصلحة أي طرف. وهكذا يضمن الاحتلال تنفيذ عدة أهداف، أولها إخافة الناس حتى لا يتجرأ أحد على الاحتجاج، وثانيها ضمان احتواء جميع الأطراف المتصارعة والتي بالتأكيد ستلجأ لقوى الاحتلال كي تدعمها ضد الأطراف الأخرى، وثالثها ضمان إضعاف جميع الأطراف بعد كل معركة تتم، ورابعها وهو الأهم إثبات أن اليمنيين غير مؤهلين للحكم، وهو ما يمثل سببا جوهريا لبقاء قوات الاحتلال في هذه المناطق. أما الأوضاع فالمؤكد أنها لن تتحسن، بل ستزيد سوءاً، وهو ما حصل سابقاً.
أبناء عدن الشرفاء قالوا كلمتهم في هذه الاحتجاجات: "لا شرعية ولا انتقالي"؛ بمعنى: لا للاحتلال ولا لأدواته. ومحاولة "الانتقالي" ركوب موجة هذه الاحتجاجات قد تنجح مؤقتا، لكن بالتأكيد لن تستمر، خصوصاً مع بقاء الأوضاع المزرية في الجنوب المحتل كما هي، فحبل الكذب قصير، ولكي تنجح هذه الاحتجاجات يجب على المواطنين أن يجتمعوا في تكتل خاص بهم يكون هدفه الرئيسي الوقوف ضد الاحتلال وأدواته كلها، وألا يثقوا بهؤلاء العملاء الخونة الذين أثبتوا أكثر من مرة أنهم لا يفعلون شيئا إلا لمصلحة السعودية والإمارات، بدليل أن هؤلاء يتهافتون على نهب ما يستطيعون واستثماره في الخارج، وكلهم سواء في ذلك، الإخوان  و"الانتقالي" والعفافيش.
نحن لن نجبر أحداً من إخواننا في الجنوب على اتخاذ موقفنا، فنحن رغم المعاناة من العدوان والحصار نعيش بفضل الله في وضع أفضل مما يعيشه أبناء الجنوب والمناطق المحتلة، ونحن نشعر بالأسف على ما آلت إليه الأوضاع في هذه المناطق، وبصدق نحن لسنا شامتين بأحد من أبناء شعبنا، فالدم اليمني هو الذي يسفك، وثروات اليمن هي التي تستنزف، والأرض اليمنية هي التي تحتل، لكننا نتمنى على أبناء شعبنا أن يصحوا من غفلتهم، وألا يصدقوا أي تحريض يستهدف إخوانهم، وأن يتخذوا إجراءات فعالة لتحسين وضعهم دون الالتفات إلى أي وعود كاذبة جربوها ولم تؤد إلى أي نتيجة، وكما يقول المثل الشهير: "ما يجرب المجرب إلا الذي عقله مخرب"! 
المتوقع أن تظهر بعض الاشتباكات حتى تخمد ثورة الناس، ثم بعد ذلك تكون هناك وساطة غالبا سعودية بينما تلتزم الإمارات الصمت لأهداف معروفة، ثم يكون هناك تقدم لطرف ضد طرف بحسب الحاجة للتغطية على الأهداف الحقيقية للاحتلال، ثم لا شيء، نعود إلى الصفر مجدداً... وهكذا تستمر اللعبة.

أترك تعليقاً

التعليقات