ترامب «الفلتة»التي طالما انتظرناها!
- عبدالملك سام الأحد , 16 فـبـرايـر , 2020 الساعة 7:29:31 PM
- 0 تعليقات
عبدالملك سام / #لا_ميديا -
من يتذكر ترامب أيام التهريج في حلبات المصارعة؟! كان يضرب من الجميع تقريبا، كان يمارس الغش والخداع مع الطرف المنافس كما هي عادته، كان يترجى قبل أن يضربه أحدهم بالكرسي، ويفر بشكل يضحك الجمهور.. واليوم أصبح رئيس الولايات المتحدة!
الانتخابات الأمريكية سيرك كبير فيه العديد من الحواة والبهلوانيين، يتم انتخاب الرئيس (بحرية) من بين مرشحين يتم تعيينهما من قبل المسيطرين على اللعبة السياسية هناك، وهم غالبا يهود.. "انتخب من شئت من بين من اخترناه لك!"، هذه هي الديمقراطية التي صدعوا رؤوسنا بها.. ومن باب التغيير نختار لكم الغبي والأسود والمرأة والمجنون، المهم هو التغيير! فقط لكي لا يحس الناس بالملل، أما السياسة فثابتة والسيناريو مكتوب مسبقا، ومن يرفض فـ"بوم"، والكل يعرف ماذا حصل بكيندي!
ترامب.. هذا التاجر الوغد.. لم أستمتع بكلام رئيس أمريكي كما أفعل وأنا أسمع كلامه السخيف، إنه مثل الغراب الذي يبشرك بأن الكارثة ستحل على أمريكا قريبا.. "هاللويا" كما يقولون هناك، المجد للقدير، لا يهم من يقصدون لكن هكذا تتم اللعبة هناك، كل شيء مقدر ومكتوب حتى الحمقى! وترامب قدر عليهم كما يعتقدون، وهم راضون بقدرهم لذلك فإن من يحاولون أن يبعدوه عن منصبه يجدون صعوبة في تحقيق ذلك.
ترامب هذا عبارة عن ماكينة بشرية، لا يفعل شيئاً إلا بمقابل.. صراحته أزعجت أصدقاء أمريكا قبل الأعداء الذين باتوا يستمتعون بحماقة ترامب، لقد بات يزعج حلفاء الولايات المتحدة كلهم، عدا اليهود طبعا.. وقد أصبحت لقاءاته عبارة عن موعد مع الكوارث والفضائح، حتى أن لقاءاته أصبحت تقل شيئا فشيئا، لكن هذا الأحمق لا يعجز عن الترويج لنفسه، وقد أصبحت تغريداته على "تويتر" مصدراً جديداً لتسلية الجماهير، كنا سابقا نعتقد أنه لن يأتي أسوأ من جورج بوش الابن، ولكننا كنا مخطئين، هذا الترامب حطم الرقم القياسي للغباء والسماجة والوقاحة، باختصار هو الوجه الحقيقي لما صارت عليه السياسة الأمريكية.
أعرف أن هناك من يقول لي بأن ترامب يؤذينا أيضا، وبأنه خطر علينا أيضاً كما هو خطير على حلفائه.. وأنا أقول إن أي شخص يعتقد أن هناك حدوداً للجنون الأمريكي فهو يستحق ما سيحصل له! والسبب هو أن ترامب هو التعبير الصادق عما يريده النظام الأمريكي وإلا لكانوا قطعوا رأسه، الفارق أنه ينفذ بشكل فج لا أدب فيه فقط، أما الخطوط العريضة للسياسة الأمريكية فهي واضحة.. مثلا الساسة السابقون في النظام الأمريكي كانوا يقولون بأن السعودية دولة "حليفة"، بينما ترامب يقول بصراحة إنها بقرة حلوب، هي ذات السياسة، ولكن ترامب أكثر وضوحا، أليس كذلك؟!
نصيحتي للجميع.. توقعوا أي شيء، لا أريد من أحد في ما بعد أن يقول إنه فعل شيئاً غير متوقع! خذوا حذركم واعملوا على أساس أن هذا المجنون لن يتوقف عند حد، بل لن أستغرب لو استهدف مكة نفسها في تسريع للأحداث كما هي عادته، فهو لا يملك رفاهية الصبر والتروي، هو قال لكم بنفسه "لا تصدقوا بايدن"، لأنه يعرف أن من يصدق أن هناك جناحين في الولايات المتحدة هو أحمق، هي سياسة واحدة تنفذ بطريقتين. نحن خطر عليهم، وهم لن يتعاملوا معنا إلا على هذا الأساس، ولا تصدقوا أنهم لا يهمهم شيء إلا المال، هم فعلا هكذا أحياناً، ولكنهم يفضلون أن يدمروك أولاً ثم ينهبوا أكثر مما تعطيهم بيدك، ودرس العراق ليس ببعيد، صدام عرض عليهم أكثر مما تعطيهم السعودية فرفضوا، هم يريدون كل شيء.
ترامب إثبات مهم على أننا على حق، وترامب فرصة لن تتكرر مرتين بالتأكيد! هو الأسوأ بالنسبة لهم والأفضل بالنسبة لنا، فهو من نستطيع في عهده أن ننهي الهيمنة الأمريكية في منطقتنا، لأن حلفاء الولايات المتحدة يبتعدون عنها خوفا على مصالحهم، وأعداء الولايات المتحدة متوترون بسبب الضغوط ومستعدون للمواجهة.. هذا هو الوقت المناسب لفعل أي شيء، ولن يلومنا أحد، فلنستغل الفرصة بذكاء، فقلما يأتي الزمان بمثل هذا الفلتة المسمى ترامب!
المصدر عبدالملك سام
زيارة جميع مقالات: عبدالملك سام