الصورة كما هي!
 

عبدالملك سام

عبدالملك سام / لا ميديا -
أين أمريكا فيما يحدث اليوم في اليمن؟! سؤال قد يبدو محيرا للبعض، لكن ما إن تبدأ في رسم خطوط ودوائر تعبر عن الأحداث الجارية، ستجد أن كل شيء يشير إلى مخطط جهنمي لا يمكن لأحمق مثل "بن سلمان" أو مستشاريه أن يحبكوا مثله، فالأمر يدار بدقة وحنكة متناهيتين، الأمر الذي يجعلك تتأكد أن شمعون أو عزرا أو أي اسم يهودي آخر هو من يقف وراء هذا التخطيط الشيطاني!
في البداية، وقبل أن يستوعب أحد ماذا يريدون منا، كانوا قد خططوا للاستيلاء على منابع النفط والغاز، وبعدها بدؤوا بالنزول في الساحل، ثم أسقطوا الميناء تلو الآخر، وحافظوا على مستوى معين من تدفق السلع بغية استنزاف الموجود، بعد أن نقلوا البنك طبعا. ولولا تنبه القيادة الثورية والمبادرة لحماية الحديدة لكانوا طوقونا تماما!
والأمر لا يستهدف أنصار الله أو الشمال أو المقاومين فقط، لأن العدو وجه المتواطئين معه في الداخل للاقتتال فيما بينهم، بينما هو يعمل بشكل متواصل على إحكام السيطرة على المنافذ والموانئ والجزر وإغراق الجميع في أزمات اقتصادية!
لو افترضنا أن أنصار الله استسلموا فجأة، فهل هذا يعني أن الأعداء سيرحلون مباشرة؟! الأحمق من يظن أن هذا سيحدث، ونحن رأينا وما نزال نرى ما فعلوه في العراق، والأمر سيتكرر بحذافيره معنا لو تم استئصال أنصار الله وخلت الساحة لقوى الاحتلال، وسيقومون بعدها بنشر الجماعات الإرهابية لتبرير بقائهم في البلد، بعد أن يتركوها لفترة تعيث فسادا وقتلا وتدميرا في كل محافظات الجمهورية (شمالا وجنوبا)!
المخطط اليوم يتصاعد مع قرب تحرير مأرب الغنية بالنفط، وهذا ما جعلهم يصعدون أكثر في معركة الاقتصاد، فهم لا يمكن أن يسمحوا بأي انحراف في خططهم، لذلك كان لا بد من رفع الجمارك طالما و"حكومة صنعاء" استطاعت تخفيف آثار الحصار وبات الوضع في مناطقها أفضل منه في المناطق المحتلة، حيث بدأت الاحتجاجات تتصاعد نتيجة زيادة الوعي لدى المواطنين هناك بحقيقة الاحتلال وخططه المشؤومة، لذا كان لزاما أن يجعلوا الجميع يعانون في الشمال والجنوب!
كل شيء كان واضحاً منذ البداية، فالنظام الأمريكي هو نظام شيطاني خطير لا ينفع أن نستهين بمكره، وما طرد المغتربين اليمنيين إلا مسألة وقت وسيشمل كل دول الخليج كما حدث في حرب الخليج سابقا، وستستمر الأحداث في التوالي حتى يسقط اليمن بكامله في الفوضى والاقتتال والدمار!
أنا لا أتشاءم هنا، ولا أقصد أننا لا بد سنسقط، ولكنني أقرع ناقوس الخطر لعلي أستطيع أن أوقظ من لايزال نائما ظاناً أن الأمر لا يعنيه وأن الشر لن يصل إليه!
نحن بحاجة للوحدة والتفكير معا، وتحمل مسؤولياتنا جميعا للخروج من هذا المأزق، وهذا ليس وقت تبادل الاتهامات، وتذكروا أن الفوضى والاضطراب هي أحد أساليب العدوان للإيقاع بنا.

أترك تعليقاً

التعليقات