«الوعد الصادق 3» يوجع كيان الاحتلال.. هل يندم نتنياهو على عدوانه؟
- شارل أبي نادر الأحد , 15 يـونـيـو , 2025 الساعة 1:36:00 AM
- 0 تعليقات
شارل أبي نادر / لا ميديا -
«بمئات الصواريخ الباليستية، عبر دفعات ثلاث، ردّت إيران على العدوان الصهيوني الذي استهدفها يوم الجمعة 13 حزيران/ يونيو 2025؛ فانهمرت الصواريخ مثل المطر، وفقاً لتوصيف وسائل الإعلام الصهيونية، على «تل أبيب» ومدن عدة في فلسطين المحتلة، محققة دماراً غير مسبوق، ومسقطة العشرات من الإصابات، بحسب إذاعة العدو.
لقد انتظرت إيران حوالى ست عشرة ساعة للرد على العدوان «الإسرائيلي». وفي الوقت الذي كان ردها أكيداً، أعلنته صراحة على لسان مسؤوليها، مقارنة مع العدوان «الإسرائيلي» الغادر والخادع برعاية أمريكية، أثبتت إيران قدرة تماسك استثنائية في القيادة والسيطرة، وفرضت بفاعلية صواريخها ومسيّراتها ودقة استعلامها موقعها الثابت وإمكاناتها العسكرية.
قد يكون الاعتداء «الإسرائيلي» الغادر على إيران مؤلماً؛ لناحية استشهاد عدد كبير من المدنيين، أو استهداف قادة أساسيين من الحرس الثوري والجيش الإيراني، استشهدوا في مراكز قياداتهم مع عسكرييهم ومساعديهم، أو استشهدوا غدراً، وهم نيام في منازلهم مع عائلاتهم... ولكن بالنسبة إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية، هذا الأمر أساسي وثابت وقدر منتظر في مسيرة الثورة، وفي مسار مقاومة كيان الاحتلال الغاصب.
أما بالنسبة إلى الكيان الغادر، فقد كانت فرحته نتيجة عدوانه قصيرة جداً. فبعد أن كان نتنياهو يستجمع معطياته لعرض ماذا حقق بعدوانه الغادر على إيران، جاءت الضربة الإيرانية صاعقة بعدد الصواريخ، وبنماذجها الجديدة وغير المعروفة، وصاعقة بتوزع استهدافاتها من عمق «تل أبيب» على وزارة الحرب ومراكز مخابرات الكيان إلى مواقع عسكرية أساسية في مدن شمال فلسطين المحتلة، وصولاً إلى قواعد جوية رئيسة في النقب وغيرها، وصاعقة بفاعليتها وبقدرتها على تجاوز أهم منظومات الدفاع الجوي «الإسرائيلية» والأمريكية، والتي كانت أساساً جاهزة ومستنفرة بالتواكب مع تنفيذ العدوان على إيران.
في المحصّلة، قد يكون من المبكر تقديم إحاطة دقيقة أو كاملة عن نتائج هذه المواجهة الاستثنائية أو «الحرب» الدائرة، اليوم، بين كيان الاحتلال وبين إيران، حيث لا توقيت واضح لنهايتها، في ظل تلميح إيراني بأنّ ردها جاء بجولة أولى من بين عدة جولات مقررة ومنظمة ومدروسة. وفي ظل كلام «إسرائيلي» بأن ما ينتظرهم غير واضح، وأنّ هذه المواجهة اليوم مختلفة عن سابقاتها. ولكن الأكيد، والذي يجب الإشارة إليه هو أن نتنياهو قد أدخل كيان الاحتلال في مستنقع غامض، من غير الواضح كيف ومتى يمكن الخروج منه!
الأهم من ذلك كله، أن عدوانه الغادر، والذي كان يرمي من خلاله ومن خلال النار التي أشعلها إلى وقف التفاوض مع إيران وإخضاعها وإرضاخها وإجبارها على التخلي عن صواريخها وعن برنامجها النووي، أصبح هذا العدوان اليوم، مع الرد الإيراني الموجع الذي لا يمكن للكيان وحتّى لداعميه استيعابه، باباً أكيداً نحو تفاوض متوازن، لن تقبل طهران من خلاله بأقل من اعتراف أمريكي، و«إسرائيلي» حتّى، بحقها في امتلاك برنامج نووي علمي ولأغراض سلمية.
* محلل عسكري واستراتيجي لبناني
المصدر شارل أبي نادر
زيارة جميع مقالات: شارل أبي نادر