استهداف يمني مسيّر وصادم لعمق «تل أبيب» هل يكون فاصلاً لوقف حرب نتنياهو؟
- شارل أبي نادر الأحد , 21 يـولـيـو , 2024 الساعة 7:22:36 PM
- 0 تعليقات
شارل أبي نادر / لا ميديا -
نجاح المسيّرة اليمنية في استهداف العمق الحيوي لـ»تل أبيب»، والمُسخّرة لحمايتها أهم قدرات العدو في الدفاع الجوي، يثبت أن مستوى المواجهة ضد الكيان قد ارتفع لدرجة حساسة ومؤثرة وفاعلة لا يمكن أن تنخفض بعد اليوم، ومع الفشل الغربي (الأمريكي -البريطاني تحديداً) في وقف أو إضعاف مناورة الإسناد اليمنية، يمكن القول إن «إسرائيل» لن تنجح في مواجهة هذا المسار الذي بدأ يفرض نفسه عليها.
فجر الجمعة (19 يوليو/ تموز 2024)، استهدفت مسيّرة انقضاضية يمنية مبنىً سكنياً في شارع «شالوم عليكم» في منطقة يهودا داخل العمق الحيوي لـ«تل أبيب»، ليكون هذا الاستهداف فرصة جدية لإحداث تغيير استثنائي فوق العادة على مستوى الاشتباك بين «إسرائيل» ومحور المقاومة.
في الواقع، من الضروري حتماً أن يفرض هذا الاستهداف على الاحتلال بمختلف مستوياته السياسية والعسكرية والأمنية، أن يُعيد كامل حساباته في متابعة حربه وعدوانه الإجرامي على غزة وعلى الشعب الفلسطيني بشكل عام.
عملياً، هناك أكثر من مصدر يمكن له أن يستهدف «تل أبيب» بمسيّرة انقضاضية، حيث القرار موجود والالتزام واضح بالذهاب بعيداً في دعم وإسناد غزة، وحيث قدرة الأسلحة النوعية للمقاومة العراقية وللمقاومة الإسلامية في لبنان وللوحدات اليمنية ثابتة ومؤكدة في إنجاح هذا الاستهداف، ومع تأكيد أغلب المعطيات أن اليمن هو مصدر المسيّرة «الاستثنائية» وقبل صدور بيان رسمي من المتحدث العسكري اليمني العميد يحيى سريع بتفصيل كامل مسار العملية، يمكن أن يفتح هذا الاستهداف اليمني باب الدراسة والتحليل على مروحة واسعة من النقاط التالية:
حتى الآن، يمكن القول إن مناورة استهدافات الوحدات اليمنية لكيان الاحتلال، إن كان لمصالحه في البحار المحيطة أو لمرافئه الأساسية في إيلات جنوباً أو في حيفا، قد توّجت اليوم باستهداف تل أبيب، بما تمثله بالنسبة للعدو معنوياً وعسكرياً وسياسياً واستراتيجياً، وهذا التتويج لمناورة أبطال اليمن، أثبت قدرة صادمة من الناحية العسكرية، بإيصال مسيّرة بمدى يتراوح بين 2000 و2300 كيلومتر، تبعاً لنقطة إطلاقها من شمال اليمن أو من وسطها أو من غربها، مع ما يعنيه الأمر على مستوى وضع كامل جغرافيَّة فلسطين المحتلة في المتناول السهل والمتوفر للأسلحة اليمنية، والتي تفاجأت كل الأطراف إقليمياً ودولياً بمستوى غير متوقع من التطور ومن الفاعلية.
من جهة ثانية، وبالإضافة لمسافة الرمي البعيدة، تأتي قدرة المسيّرة الانقضاضية اليمنية على تجاوز مناورة الدفاع الجوي للعدو، والتي هي مستنفرة بأعلى مستوى من الجهوزية الكاملة على اتجاهات حدود فلسطين المحتلة كافة، الأمر الذي يفتح الباب على شكل ومستوى الاستهداف الواسع لعمق الكيان وكيف يمكن أن يكون عليه عند أي مواجهة واسعة، فيما لو فُتحت أبواب جحيم مسيّرات وصواريخ محور المقاومة على العدو، وخاصة من لبنان، حيث معاينة أغلب نماذج استهدافات حزب الله التي نفّذها الآن ضد الكيان والتي مازالت بعيدة كثيراً عن المستوى المتقدم الذي هي عليه جغرافياً وتقنياً وعسكرياً، أثبتت تفوقاً واضحاً ونجاحاً أكيداً.
انطلاقاً من هذا الحدث فوق العادة، والمتمثل بنجاح مسيّرة انطلقت من اليمن باستهداف العمق الحيوي لـ«تل أبيب»، والمُسخّرة لحمايتها أهم قدرات العدو في الدفاع الجوي، وانطلاقاً من أن مستوى المواجهة ضد الكيان قد ارتفع لدرجة حساسة ومؤثرة وفاعلة لا يمكن أن تنخفض عن ذلك بعد اليوم، وانطلاقاً من العجز والفشل الغربي والأمريكي -البريطاني تحديداً، في وقف أو إضعاف مناورة الإسناد اليمنية، يمكن القول إن «إسرائيل» لن تنجح في مواجهة هذا المسار الذي بدأ يفرض نفسه عليها، وبالتالي، أصبح من شبه المؤكد أنها سوف تبحث جدياً عن حل ما، يُخرجها من ورطة الحرب المجرمة التي تمارسها بحق الشعب الفلسطيني.
المصدر شارل أبي نادر
زيارة جميع مقالات: شارل أبي نادر