نتيجة جزئية لحرب لم تكتمل
- روبير بشعلاني الأحد , 28 ديـسـمـبـر , 2025 الساعة 12:14:43 AM
- 0 تعليقات

روبير بشعلاني / لا ميديا -
في المعركة التي نخوضها في الوقت الراهن، النتيجة ليست محلية، وهي بالتالي ليست نهائية.
فما جرى حتى الآن لم يحسم المعركة، ولم يتمكن أي طرف من شطب الآخر بشكل نهائي.
ولذا فإن الحرب طويلة جداً، ولن يتمكن فيها الناهب الدولي من فرض شروطه، ولن تقبل الشعوب بالاستسلام للنهب الدولي.
بالطبع، على الشعوب المستضعفة أن تدرك طبيعة ورهانات الصراع الحقيقية، حتى لا ترتكب أخطاء سياسية تجعل أدوات العدو شركاء وحلفاء.
على الشعوب المستضعفة أن تدرك طبيعة الصراع حتى لا تفتح قلبها وذراعيها لمن تتفق معه على قضايا ثانوية لا تلتقي مع قضايا الصراع وموجباته.
من جهة ثانية، على الشعوب أن تدرك هشاشة عدوها وأزماته البنيوية التي تجعله يضعف تدريجاً.
فنتيجة المعركة ليست وقفاً على استعداد الشعوب فحسب، بل هي أيضاً رهن قوة العدو أو ضعفه.
والعدو حالياً، رغم تسلحه القوي، لا يملك اقتصادات قادرة على خوض حروب واسعة وطويلة.
العدو ينزف أيضاً رغم أصوات جروه العالية.
من منا لا يعلم بأزمات المعسكر الأوروبي الغربي؟! من منا لم يسمع بديون الويلات المتحدة الأسطورية؟! أي دولة تستطيع أن تغطي تكاليف حرب وجودية بالدين؟!
من هنا، فإن كل ما نراه اليوم ليس إلا نتيجة جزئية لحرب لم تصل إلى خواتيمها. ولهذا يحاول الناهب الدولي أن «يقنعنا» بنصر لا يمكنه نيله بالحرب.
وهو لأنه يعجز عن دفع تكاليف الحرب يحاول أن يربح بلا حرب ولا تكاليف.
ولأن الوقت لا يعمل لصالحه، فإنه يحاول أن يسرع النتيجة، فيتخيل النتيجة المبتغاة مكان الواقع.
المعركة لا تدور بطرف واحد، بل بطرفين. ومن أراد أن يقرأها عليه أن يقرأ الطرفين معاً.
وليعلم الجميع أن انتقال مركز الرأسمالية العالمية لا رجعة فيه، وبالتالي فإن الصعود حتمي. ومن يتخلف من القوى، لأي سبب كان، سوف تقوم الشعوب بإيجاد البديل القادر على فهم طبيعة الصراع ومساحته وحجمه وحجم الأدوات الضرورية لإتمام المهمات التاريخية.










المصدر روبير بشعلاني
زيارة جميع مقالات: روبير بشعلاني