فخ «الربيع» مجدداً
- روبير بشعلاني الثلاثاء , 3 سـبـتـمـبـر , 2024 الساعة 7:55:19 PM
- 0 تعليقات
روبير بشعلاني / لا ميديا -
أعتقد أن المناورات المطلبية التي يعيشها المخفر تستجيب إلى تيار أمريكي فاعل داخل الدولة العميقة الأمريكية. هذا التيار يعتقد أن وظيفة المخفر الردعية قد شارفت على نهايتها، وأن من الأفضل للهيمنة نسيانها والتركيز على الوظيفة الثانية، ألا وهي الدولة-العازل.
في هذا السياق يجري الحديث عن حل الدولتين بما يرضي الفلسطيني (الحل العادل) ويثبت الاعتراف بالدولة - العازل. وبذلك يكون الناهب الدولي قد أنقذ الهيمنة ونصف المخفر. كيف؟
إعطاء دولة فلسطينية لن يغير جوهر المشكلة؛ إذ إن دولة بالزائد لن تهدد الهيمنة، بل تعززها. هذا الحل لا يحظى بموافقة النخبة الحاكمة بالمخفر (وهو أمر متوقع ومفهوم) ولا يحظى كذلك بإجماع أمريكي، إذ يبدو أن معظم الدولة العميقة لا تتبناه.
أضف أن هذا التيار الأمريكي صار مقتنعاً باستحالة الحفاظ على وظيفة الردع بالمخفر إلا بثمن غير محتمل، يتمثل بإبادة الكثير من المدنيين.
أما النصر العسكري واستعادة الهيبة الماضية فصار مستحيلا.
ما يمنع إلى الآن تنفيذ هذا التراجع هو عناد النخبة الحاكمة في المخفر. ومن هنا كانت المناورات المطلبية، وهدفها الضغط على تلك النخبة من اجل إجبارها على الموافقة أو الرحيل؛ لكن تلك النخبة ليست ضعيفة إلى حد القبول بالضغط، لاسيما وأنه لا يمثل كل الدولة العميقة الأمريكية.
وهنا يحضر إلى الذهن عناد الأمريكي في أوكرانيا وإصراره على مواصلة الحرب حتى النهاية.
أهمية وضع الحدث في سياق الصراع ضرورة قصوى، حتى نتجنب الوقوع من جديد في فخ «الربيع» ورهاناته الساذجة.
كاتب لبناني
المصدر روبير بشعلاني
زيارة جميع مقالات: روبير بشعلاني