مأزق الناهب الدولي
 

روبير بشعلاني

روبير بشعلاني / لا ميديا -
الناهب الدولي اخترع مخفرا أجنبيا وضعه بمكان جغرافي استراتيجي بهدف تثبيت التقسيم والتفتيت الذي بدأه مع تفتيت الإمبراطورية العثمانية.
وأضاف إلى هذا المخفر وظيفة عسكرية سياسية تقوم على ردع المقسومين، بحيث لا يتجرؤون على مجرد التفكير بإعادة النظر بهذه الخطة.
لكن من نكد مرور الزمن على المخفر وعلى الناهب أن خرج في هذه الدول المفتتة قوى تجرأت على الرادع، وتمكنت من شل وظيفته الردعية. فقام يبحث عن طريقة تعيد له تلك الوظيفة، فاعتقد أنه وجدها في إبادة الناس وقتلهم وتشريدهم. ولما تأكد من عقم هذه الطريقة انتقل إلى اغتيال بعض القادة، ظنا منه أنه بذلك يردع الباقين ويخيفهم ليسترجع بذلك ما فقده.
لكن وعندما يتأكد أنه بذلك لن يخيف أحدا، بل هو يدفع نحو توحد الساحات ضده، لا، بل يثير بقية القوى الأهلية التي بدأت تعي أن الغرب لا يملك مفاتيح المغانم ولا ينفع أحدا، سوف يحاول أن يجد وسيلة جديدة تمنحه المزايا التي كان يمتلكها.
بالمختصر فإن الناهب الدولي لا يملك ترف التراجع، لأن التراجع الآن (التسوية) في ظل موازين القوى الحالية تثبت الهزيمة وتؤكدها.
وفي ظل تراجع عام يشهده من أوكرانيا إلى أمريكا الجنوبية مرورا بآسيا وصولا إلى أفريقيا فإن أي هزيمة جديدة في إقليمنا سوف تكون القاضية.
من هنا محاولاته المستميتة من أجل إيجاد حل لمعضلته المأزقية، وهو يرفض حتى محاولات بعضه شراء الوقت من أجل كسب المعركة بوسائل أخرى.

 كاتب لبناني

أترك تعليقاً

التعليقات