المعارك الاعتراضية تخدم الهيمنة
- روبير بشعلاني الأربعاء , 12 نـوفـمـبـر , 2025 الساعة 11:00:05 PM
- 0 تعليقات

روبير بشعلاني / لا ميديا -
ما دامت الهيمنة هي العدو الأساسي فإن معركتنا معركة تحرر وطني، ذلك أن الهيمنة هي استعمار لكنه غير مباشر.
هذا من حيث المنطق والتحليل، أما من حيث الوقائع فمراجعة التاريخ من قبل البعض أكثر من ضرورة.
من المهم معرفة كيف سيطرت الرأسمالية الأوروبية بالملموس على «الشرق الأوسط». فهي فككت الدولة ونزعت -بفضل بعض العرب- المناطق العربية عن الدولة، وخلقت «مجداً» على كل بئر وعينت عليه ناطورا، ثم أقامت كيانا أجنبيا مانعا لعودة الوحدة الطبيعية، وأضافت إلى كل ذلك اقتصادا مجوفا يعتمد على الريع فقط في معاشه.
إذن، معركتنا معركة تحرر وطني وما دامت كذلك فإن كل معركة أخرى هي تضييع وقت وطمس للتناقض الأساسي.
من هنا، فإن الجهاز الفكري الذي أعد الناس لمعركة أخرى لن يتمكن من فهم وإدراك جوهر الصراع حتى ولو لجأ إلى الذكاء الاصطناعي.. وهو أعجز من أن يستوعب معاني المفاهيم الجديدة.
اليوم الهيمنة تتراجع وتتفكك ولذلك تحاول استعمال آخر أسلحتها: الحرب.
الغزو الإمبريالي ليس نتاج عقل فرد، بل هو محاولة المركز للدفاع عن وجوده. فالمعركة وجودية ولا تحتمل التسويات.
ولهذا من غير المفيد بتاتا خلق معارك اعتراضية «تغرق السمكة» وتعطي انطباعاً بأنها تتصدى للعدو بوسائل جديدة.
الجنوب العالمي يناضل اليوم من أجل تحرره الوطني، وهو ينتظر من الآخرين دعما واضحا لمعركته التي ستحرر الكون. وليس معارك وهمية وتجميلية وإنقاذية لمركز الهيمنة.










المصدر روبير بشعلاني
زيارة جميع مقالات: روبير بشعلاني