قرار واشنطن دليل عجز وفشل!
 

راسل القرشي

راسل القرشي  / لا ميديا -

بعد 6 سنوات من فشل أدوات الولايات المتحدة الأمريكية في تحقيق أي انتصارات عسكرية في عدوانها على اليمن وفقدانها سمعتها أمام الشموخ والبطولة ورجال الرجال في مختلف جبهات وميادين البطولة والشرف، لم تجد واشنطن ما تفعله بعد كل الدعم العسكري واللوجيستي الذي قدمته لأدواتها قادة النظامين السعودي والإماراتي وبقية طابور الزفة الراقصين حولهما، لم تجد سوى الذهاب لاتخاذ قرار تصنيف أنصار الله كحركة إرهابية، وهو القرار الذي عكس سياسة البلطجة والعنصرية وانتهاك القوانين الدولية الذي تنتهجه الإدارة الأمريكية.
كلنا يعرف ما ارتكبته الإدارات الأمريكية المتعاقبة طيلة السنوات الماضية وبخاصة ما بعد هجمات 11 سبتمبر، وكيف اتخذت من "الإرهاب" ورقة جديدة لتلعب بها بالذات في المنطقة العربية، وكل ذلك بدافع التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان العربية وفرض إرادتها على قادة أنظمتها وبلدانهم.
انتهجت سياسة داعمة لقوى "الإرهاب" وجماعاتها واتخذت منهم أداة لتنفيذ مخططاتها الإرهابية والإجرامية بحق الدول والشعوب الرافضة لها ولتوجهاتها التدميرية الاحتلالية في المنطقة وفي مختلف أنحاء العالم، وليس عنا ببعيد ما فعلته في العراق والصومال، وما فعلته في سوريا واليمن.. وقبل هذا كله ما تقوم به من انتهاج سياسة إرهابية في فلسطين المحتلة دعماً للكيان الصهيوني الإرهابي الذي مارس طيلة السبعين سنة الماضية ومايزال أبشع الجرائم الإرهابية بحق الشعب الفلسطيني الصامد والمقاوم.
لقد دأبت الإدارة الأمريكية على اتخاذ مثل هذه القرارات التي تعمل من خلالها على تصنيف الرافضين والمقاومين لحروبها وهيمنتها بالإرهابيين ظناً منها أنها ستُضعف قوى المقاومة المواجهة لعدوانها وستدفعهم للخضوع والخنوع ورفع راية الاستسلام، غير مدركة أن ذلك لن يزيدهم إلا قوة تتحطم عليها كل المؤامرات بصمود وثبات لا مثيل له.
واجهت الشعوب الحرة المقاومة تلك السياسة الإمبريالية بالمزيد من العزيمة والإرادة ورفضت الانكسار ومضت بقوة وإصرار على مواصلة النضال والكفاح في مواجهة كل أشكال وصور التآمر والعدوان المنفذة لأجندتها الفوضوية والتدميرية الهادفة إلى تقسيم دول المنطقة وفي مقدمتها اليمن من أجل السيطرة الجيوسياسية على المواقع الاستراتيجية ومكامن الثروات.
اليوم تثبت دول المقاومة والصمود وفي مقدمتها اليمن التي تواجه منذ 6 أعوام أعتى عدوان إجرامي مارس كل صنوف الإرهاب بحق شعبه عبر الاستهداف المتعمد للمدنيين، أنها أكثر قوة مما سبق وأنها ستواصل مسيرة المواجهة حتى تحقيق النصر بإذن الله، ورمي كل أذناب وأدوات الإرهاب الأمريكي بعيداً غير مأسوف عليها؛ وسيكون مصيرها الخزي لا محالة.
وجدت الإدارة الأمريكية في الإرهاب غايتها للوصول إلى مآربها في المنطقة والتي تتمثل في توفير الحماية الكاملة للعدو الإسرائيلي.
ولهذا فإن ما تقوله الإدارة الأمريكية حول الإرهاب لا يعدو عن كونه مغالطات واضحة الهدف والتوجه، بعد أن تكشفت حقيقة النظام الأمريكي وبخاصة في سوريا، التي عجزت إدارته وحلفاؤها عن إسقاط الدولة السورية طيلة السنوات الماضية، فلجأت إلى الحرب الإرهابية الاقتصادية المتمثلة في ما يسمى "قانون قيصر”.
إن قرارات واشنطن الإرهابية ليست سوى دليل عجز تلجأ إليها الإدارة الأمريكية عندما تفشل في تحقيق أهدافها التدميرية في المنطقة العربية، ومنها اليمن التي أثبتت بصمود أبنائها طيلة السنوات الست الماضية أنها ليست من السهولة بمكان أن تخضع لقوى الهيمنة والاستكبار المعروفة أهدافها وتوجهاتها.
ومن هذا المنطلق فإن قرار واشنطن بتصنيف أنصار الله حركة إرهابية لن يزيد اليمنيين إلا إيماناً أقوى بعدالة قضيتهم وتوجههم صوب تحقيق مجمل الأهداف الموضوعة وفي مقدمتها التخلص من كل صور وأشكال الوصاية الخارجية.
لتعلم الإدارة الأمريكية وأذنابها وعملاؤها ما يقوله اليمنيون اليوم رداً على قرارها: لا للتبعية والعمالة والارتهان.. لا للوصاية الخارجية والمساومة على القضايا الوطنية.. لا للخنوع والاستسلام.

أترك تعليقاً

التعليقات