لا حياة لمن تنـادي!
 

راسل القرشي

راسل القرشي / لا ميديا

تتواصل التحذيرات الأممية من تفاقم الأوضاع الإنسانية في اليمن جراء العدوان والحصار الجائر المفروض منذ قرابة 4 أعوام.. فيما العالم يواصل الحديث عن قضية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي..
ملايين من اليمنيين يعيشون على وجبة واحدة كل يومين، ولا حياة لمن تنادي..!
مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارك لوكوك، قال في مذكرة داخلية سلمت إلى أعضاء مجلس الأمن الـ15: (إن الوضع الإنساني في اليمن هو الأسوأ في العالم، حيث إن 75% من السكان، أي ما يعادل 22 مليون شخص، بحاجة إلى مساعدة وحماية، بينهم 8.4 مليون في حالة انعدام الأمن الغذائي الخطير وبحاجة ماسة للغذاء، وقد يزداد عدد هؤلاء بمقدار 5.6 مليون، ما سيرفع عددهم الإجمالي إلى 14 مليوناً).
هذه هي صورة الوضع الإنساني في اليمن نتيجة حصار العدوان الشديد للموانئ اليمنية، ما تسبب بمقتل وإصابة عشرات الآلاف من اليمنيين، وتدمير البنية التحتية، ما أدى إلى كارثة إنسانية غير مسبوقة، وانتشار الأمراض والأوبئة في صفوف المدنيين.
المجتمع الدولي، وطيلة السنوات الماضية وحتى الآن، يواصل شراكته مع قادة هذا العدوان في تدمير كل شيء، واستهداف المدنيين بدم بارد.. ويشغلنا اليوم بالحديث عن قضية خاشقجي، وكأن الملايين من اليمنيين الذين يموتون جوعاً نتيجة عدوان إجرامي غاشم، لا يمثلون لهذا العالم شيئاً.. فأي قانون عالمي هذا الذي يتحدثون عنه! وأية قيم إنسانية تسمح بذلك..؟!
ماذا نقول أمام كل هذه الحقارة الغربية التي كشفت عن قناعها بوضوح في قضية مقتل خاشقجي..؟ ماذا نقول ونحن نرى العالم وقد تحول إلى أساطين للقتل والدمار، لا لشيء سوى لجني المليارات من الأموال السعودية..؟!
هذا هو المجتمع الدولي يتكشف أمام شعوبه أولاً وأمام العالم كافة.. نراه وهو يستمع إلى الأكاذيب والسخافات التي يروج لها النظام السعودي حول ما يقوم به من جرائم إنسانية بحق اليمنيين، ويذهب ليدافع عنها ويبرر لها دون خجل..!
إنه المجتمع الدولي الذي يتباكى على مقتل خاشقجي، وفي الوقت نفسه يشترك مع النظام السعودي وأمراء وتجار الفتن والحروب في تدمير اليمن وسوريا وقتل شعبيهما وتجويعهما بحصار ظالم.. ودون حياء يتحدث عن الكارثة الإنسانية التي تواجه اليمنيين..!
شيء مقرف ما نسمعه من قيادات أنظمة العالم اليوم وهم يتحدثون عن حقوق الإنسان والمواثيق الدولية، وكل ذلك كردود فعل حول قضية مقتل خاشقجي..
اليمنيون ينحدرون نحو هوة الموت البطيء بسبب المجاعة المتفشية وقلة الأدوية المتوفرة.. والوضع يزداد خطورة يوما بعد يوم.. ولا حياة للمجتمع الدولي.
استهداف متواصل للمدنيين، وحصار وتجويع وموت لا يجد اليمنيون معه غير التوجه لرب العباد ودعائه بأن يفرج عنهم ما ألمّ بهم من أوجاع وآلام جراء هذا العدوان الإجرامي الظالم.

أترك تعليقاً

التعليقات