لن يهدأ التوجه الأمريكي
 

راسل القرشي

راسل القرشي / لا ميديا -

يكذب ألف مرة ومرة من يقول إن الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاءها الغربيين يبحثون عن استقرار المنطقة العربية وإنهاء كل أشكال الصراعات القائمة والقضاء على الجماعات الإرهابية التي قاموا بتجنيدها من أجل تنفيذ مخططهم التدميري والتخريبي والفوضوي وتفتيت المنطقة وتحويلها إلى كانتونات صغيرة متناحرة لا تهدأ أو تنام.
ومن المؤسف أن من يدعي مثل هذه الادعاءات هي أنظمة عربية حليفة للولايات المتحدة وتموّل وتنفذ هذا المخطط بنفسها..!
الولايات المتحدة الأمريكية ومنذ أن تمكنت من غزو العراق وهي تخطط وتتجه لترجمة ما حدث في العراق على بقية البلدان العربية.. ورأينا ذلك بجلاء منذ العام 2011م وتحركاتها الداعمة لكل الحركات الفوضوية التي اشتعلت وتدخلها العسكري في سوريا وليبيا وتبنيها لأفكار تلك الحركات والدفاع عنها وتبرير كل الجرائم التي ترتكبها ضد شعوبها.
ولازالت الولايات الأمريكية عبر إداراتها المختلفة تتجه نحو إنجاز هذا الهدف الواسع لتدمير المنطقة العربية وتفتيت أنظمتها من خلال عملائها قادة الأنظمة العربية الممولين والمنفذين لهذا المخطط الذي يصب في المصلحة الإسرائيلية.
نتحدث عن هذا المخطط ونحن نعلم من يسيّره وإلام يهدف وإلى أين سيصل.. والمشكلة أن قادة الأنظمة العربية وخاصة أمراء النفط يعلمون طبيعة هذا المخطط، ولكنهم يستمرون في مضيهم صوب تنفيذ المخطط غير مأسوف عليهم..!
فهل هناك من لازال لا يدرك طبيعة السياسة الأمريكية تجاه ما يحدث في المنطقة العربية والعالم عموما..؟
لا أعتقد ذلك.. الجميع يعلم طبيعة هذه السياسة وخاصة قادة الأنظمة العربية الداعمة والممولة لتنفيذ المخطط الأمريكي الغربي الواسع الهادف إلى تدمير المنطقة العربية وفقاً لمخطط "الشرق الأوسط الجديد".
لن نذهب صوب سوريا لنؤكد أن الإرهاب صناعة وأداة أمريكية، بل سنثبت ذلك من خلال ما يحدث في اليمن منذ قرابة 5 أعوام.. ونصل إلى الدور الأمريكي الحقيقي في دعم الإرهاب والحركات الإرهابية الداعمة لما يسمى التحالف العربي في عدوانه الإجرامي على اليمن. 
يمثل الإرهاب الصندوق الأسود للنظامين السعودي والأمريكي وبعض حلفائهما.. ويتم استخدامه لتمرير سياساتهم في أكثر من منطقة ومكان.
وما تقوم به الجماعات الإرهابية اليوم تحت لواء التحالف يتم بدعم مباشر ومعلن من النظامين السعودي والأمريكي.
منذ بدء العدوان وتلك الأنظمة تمد هذه الجماعات بالمال والسلاح حتى أصبحت جزءاً رئيسياً مما يسمى "الجيش الوطني"، وتسند إليها مهمة إشعال المعارك في مختلف الجبهات.. كما أسهمت هذه الأنظمة وفي مقدمتها النظام السعودي في تمدد وتوسع الجماعات الإرهابية في المحافظات الجنوبية وزيادة خطورتها ليس على اليمن فحسب، وإنما على المنطقة والعالم بشكل عام. 
لقد عقد النظام السعودي اتفاقات مع عدد من الجماعات الإرهابية وفي مقدمتها "القاعدة" و"داعش" وغيرهما من الجماعات ذات الأسماء المتعددة والتوجه الواحد.
وكالة "أسوشيتد برس" أشارت في وقت سابق إلى الدور الأمريكي في مجمل الصفقات التي عقدتها الرياض وأبوظبي مع الجماعات الإرهابية في سوريا واليمن.. وقالت إنها "تمت بعلمها، وقد أمّنت القوات الأمريكية انسحاب مسلحين من التنظيم بما استولوا عليه من الأسلحة من بعض المناطق اليمنية وخاصة من مدينة المكلا و7 مناطق في محافظة أبين".
كما أظهرت عدسات الكاميرات التابعة للقنوات الفضائية وخاصة التابعة لدول العدوان، مقاتلي "القاعدة" في جانب التحالف بقيادة السعودية.. وكذب النظام السعودي التمويل والدعم والصفقات التي أبرمها مع التنظيمات الإرهابية، إلا أن الحقائق والتقارير المنشورة والمدعمة بمعلومات استخباراتية عرت النظام السعودي وحليفه الاستراتيجي الولايات المتحدة الأمريكية، وكشفت أكاذيبهم ومغالطاتهم.
هذا هو الدور الأمريكي في المنطقة، وتلك بعض الأنظمة المنفذة والممولة للإرهاب وجماعاته في اليمن والمنطقة.. ولا ندري متى سيصحو قادة تلك الأنظمة من غفوتهم، ويدركون حجم المخطط الذي لن يقتصر على العراق وسوريا واليمن وليبيا والسودان والجزائر، وإنما سيصل إليهم لا محالة..؟!
وهنا نقولها بكل الصدق والمسؤولية: آن الآوان لهذه المنطقة أن تهدأ، وأن يفكر قادتها بعقلانية لإنهاء كل الصراعات القائمة، وتحقيق السلام لمصلحتهم أولاً ولمصلحة شعوبهم إن كانوا يفكرون بهم.. وأيضاً ضرباً للأجندة الأمريكية الغربية المعتملة والهادفة الى إشعال المنطقة وإعادة تقسيمها وفقاً لـ"مخطط الشرق الأوسط الجديد".
إنهاء الصراعات القائمة وكل صور وأشكال الحروب، وتحقيق السلام، هو الذي سيضرب المخطط الأمريكي الغربي بمقتل ويؤدي إلى إفشاله كلياً.
وعلى دول المنطقة أن تلتقي في منتصف الطريق، كون المنطقة لن تحميها الولايات المتحدة أو بريطانيا ومن يدور في فلكهما.. المنطقه تُحمى بعقول أبنائها، وإذا غابت هذه الحكمة نحن من سنخسر بكل تأكيد.
لن تتوقف الولايات المتحدة عن تجنيد وتجييش الجماعات الإرهابية من أجل تفتيت المنطقة وتنفيذ توجهاتها وتحقيق مصالحها.. وما يحدث في المنطقة العربية منذ العام 2011م ينذر بانفجار كبير، وإذا لم نتجنب نحن جميعاً هذا الانفجار ستكون النهاية التي ندركها ولكن نتعامي عنها.

أترك تعليقاً

التعليقات