حسن زيد.. خطوة إيجابية
 

راسل القرشي

اللجوء للقضاء للنظر في قضايا النشر أمر طبيعي، ويؤكد سلامة الإجراءات المتبعة للوصول الى الحقيقة بعيداً عن العنتريات التي يلجأ إليها البعض عند انتقاده أو الإشارة إليه في قضية فساد أو غيرها، من أية صحيفة أو موقع إخباري، كما يؤكد هذا الإجراء حقيقة أن الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية..
ومن هذا المنطلق، وبعيداً عن اختلافنا مع وزير الشباب والرياضة حسن زيد، سياسياً، وحول الكثير من القضايا التي تهم الشأن الوطني، إلا أنه أكد بلجوئه للقضاء للنظر في قضية نشر تمسه، احترامه للصحافة وما ينشر فيها، واحترامه للصحفيين وللعمل الصحفي عموماً، عكس الكثيرين الذين نراهم يلجؤون للممارسات العنترية والتصرفات الهمجية والحمقاء البعيدة عن روح القانون، وإطلاق عبارات التهديد والوعيد ضد هذا الصحفي أو تلك الوسيلة الإعلامية، وغيرها من التصرفات غير المقبولة والإجراءات المرفوضة والمدانة..
حسن زيد وزير الشباب والرياضة، اختار القضاء ليكون الوسيلة المناسبة لرد اعتباره حول ما تم نشره في صحيفة (الميثاق)، ونفي ما تناولته، كما أثبت حقاً احترامه للنظام والقانون، وترك القضاء يقول كلمته.
وفي المقابل، أثبت الزميل محمد أنعم، رئيس تحرير صحيفة (الميثاق)، في تجاوبه مع الدعوى المرفوعة ضده من الوزير الطموح حسن زيد، وحضوره كل الجلسات المنعقدة، المسؤولية التي تقع على عاتقه كصحفي يبحث عن الحقيقة ولا شيء غيرها.. 
ترك الطرفان القضاء هو من يصدر قراره، وأن يكون الحكم بينهما، إلا أن الصدمة الحقيقية كانت في الحكم الصادر من محكمة الصحافة والمطبوعات، والذي عده الشارع الصحفي سابقة خطيرة في تاريخ الصحافة اليمنية وتاريخ هذه المحكمة منذ إنشائها.
عبرنا عن إدانتنا للحكم الصادر من قبل محكمة الصحافة والمطبوعات، كونه تجاوز كل الحدود المتعارفة، وذهبت المحكمة في اتجاه إصدار حكم (سياسي) بغلاف قضائي، كما وصفه الكثير من الزملاء الصحفيين..!
الحكم ضد الزميل محمد أنعم في قضية نشر بالحبس 9 أشهر مع التنفيذ وغرامة مليوني ريال، مثل صدمة حقيقية للشارع السياسي والصحفي على حد سواء، كما مثل سابقة خطيرة عكست التهديد الواضح للعمل الصحفي في البلاد، حيث لم يصدر مثل هذا الحكم طيلة السنوات الماضية، وفي قضايا شبيهة ومماثلة لهذه القضية.
ونحن هنا عندما نسجل إدانتنا لهذا الحكم، فلا يعني ذلك أننا ضد وزير الشباب والرياضة حسن زيد، سواء أعلن تنازله - أو لم يعلن - عن الدعوى القضائية المرفوعة من قبله ضد الزميل محمد أنعم رئيس تحرير صحيفة (الميثاق)، وعن كافة الحقوق المدنية والشخصية.. ونثمن إقدامه على هذه الخطوة التي قام بها.
الحكم الصادر من قبل محكمة الصحافة يضع العمل الصحفي أمام تهديد حقيقي، كما يشير إلى توجه واضح صوب تقييد العمل الصحفي في البلاد..
لن نخوض كثيراً في طبيعة الحكم الصادر، وما يشكله من تداعيات على طبيعة العمل الصحفي، وسنعود للحديث حوله لاحقاً، ولنعد الى المسؤولية الحقيقية التي عكسها كل من حسن زيد وزير الشباب والرياضة، ومحمد أنعم رئيس تحرير صحيفة (الميثاق)، اللذين ضربا أروع الأمثلة في تعاملهما مع القضية، وأكدا بالمطلق أن الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية. 
نجدد تثميننا للخطوة الإيجابية التي أقدم عليها الأخ حسن زيد وزير الشباب والرياضة، بتنازله عن الدعوى القضائية المرفوعة من قبله ضد الزميل محمد أنعم، رئيس تحرير صحيفة (الميثاق)، ونعتبرها خطوة تبعث على الأمل، وتعزز من الاحترام المتبادل بين الصحفيين ووسائلهم الإعلامية وبين مختلف القيادات والشخصيات الحزبية والوطنية.
فشكراً حسن زيد.. شكراً محمد أنعم..

أترك تعليقاً

التعليقات