النهاية المخزية
 

راسل القرشي

راسل القرشي / لا ميديا

منذ البداية كشف حزب التجمع اليمني للإصلاح عن تأييده ومباركته لأي تدخل خارجي في اليمن.. وكانت قياداته أول من بدأت بتنفيذ أهداف هذا العدوان قبل أن يبدأ، من خلال استهدافه للمؤسسة العسكرية والأمنية، وسعيه لتدميرها منذ إشعاله للأزمة السياسية في العام 2011م، وتخريبه للمؤسسات الخدماتية، والتحريض على اقتحامها وتعطيل الحياة عامة.
لذلك لم تكن مباركة هذا الحزب بقياداته للعدوان السعودي على اليمن واليمنيين منذ بدايتها، وإعلانه المشاركة فيها، غريبة.. كما لم تكن جديدة عليه، وما عليكم إلا متابعة خطابه السياسي والإعلامي منذ ما قبل 2011م، وستكتشفون ماهيته التخريبية والفوضوية وأهدافه التي يسير عليها.
لا تعترف قيادات هذا الحزب بقانون ولا بدولة، وخاصة عندما تتعرض مصالحه للاستهداف، ونجدها تشن حروبها على كافة الاتجاهات، وتتحول خصومتها مع الآخر المختلف إلى عداوة واضحة، وتعلن عن ذلك عبر وسائل إعلامها كافة دون خجل أو وجل..!
قيادات هذا الحزب هي من تقف ضد أي إجراءات تهدف إلى وقف العدوان والعودة للمفاوضات والمشاورات السياسية، وطبعاً ذلك يتم تنفيذاً لأجندة دول العدوان التي لديها أهداف تسعى لتحقيقها، وهي في نفس الوقت بعيدة عن أهداف ومساعي حزب الإصلاح الذي لا يريد للعدوان أن يتوقف، كونه سيخسر كثيراً من توقف الصراع وإنهاء العدوان!
ظل حزب الإصلاح، ومنذ اندلاع الأزمة السياسية بين فرقاء العمل السياسي، يحرض على استعداء المؤسسة العسكرية والأمنية وإضعاف الدولة وخلخلة مؤسساتها وأجهزتها، ومراراً وتكراراً طالب بالتدخل الخارجي، وكان له الدور الأكبر في إدراج اليمن تحت الفصل السابع، وشن هذا العدوان الإجرامي واستمراريته.. وأعتقد أنكم مازلتم تتذكرون ما قاله رئيس الهيئة العليا لهذا الحزب بعد مضي عام ونصف على العدوان (لا تتركونا في منتصف الطريق)!
وجميعكم تعلمون السبب الذي دفعه لهذا القول، كما تعلمون استجداءه للإمارات وبعض دول العدوان، ودعوته لهم إلى الاستمرار في العدوان ورفض كل دعوات توقفه..!
شغف هذا الحزب بالسلطة ورغبته الجامحة في السيطرة والاستحواذ على كل مفاصل الدولة، إضافة إلى عدائيته المفرطة للفرقاء السياسيين، والتي وصلت حد الفجور، هي المنطلق لمجمل المواقف التي كشف عنها سابقاً ولاحقاً، فسياسة حزب الإصلاح تقوم على المصالح، وتسير وفق قاعدة (الغاية تبرر الوسيلة)!
لقد عملت قيادات هذا الحزب خلال السنوات السبع الماضية، على إجهاض كل الحلول السلمية، وظل يختلق الذرائع والمبررات، ويلتف على كل الاتفاقات والتفاهمات الهادفة إلى احتواء الصراع وإطفاء شرارته، بدءاً من هيمنته على حكومة الوفاق وتمرير كل ما يخدم مصالحه، وتحويل الدولة إلى أداة لتنفيذ أجندته، ضارباً بمصالح الشعب والوطن عرض الحائط، وانتهاءً بإشعال هذا العدوان والحرب المشتعلة التي قادت إلى تدمير البلاد وقتل العباد. 
وإن ظنت قيادات حزب الإصلاح أنها وبتحميلها مسؤولية ما آلت إليه البلاد إلى أطراف أخرى، ستبرئ نفسها، فهي واهمة، لأن الشعب اليمني على اطلاع ودراية وليس من الغباء حتى يصدق تخرصات الإصلاح وادعاءاته!
لم ولن تجدي كل التبريرات والحجج التي تسوقها قيادات الإصلاح، والتي اتخذت منها ذريعة لمشاركتها في العدوان واستمراريته، فقد كشف الحزب أن مصالحه قبل وفوق مصالح الوطن والشعب.. وحيثما كانت مصالحه كان ولاؤه!
لقد كشف حزب الإصلاح بهذا الموقف المعادي لليمن واليمنيين، واصطفافه في صف العدوان، وشراكته في قتل اليمنيين، حقيقة توجهاته واستعداده للتحالف حتى مع الشيطان إن كان سيصب في مصالحه ويحقق له أهدافه!
إعلان حزب الإصلاح صراحة انسلاخه عن المسار الوطني، كشف أن كل شعاراته التي كان يتشدق بها ليست سوى ظاهرة إعلامية وصوتية لا تسمن ولا تغني من جوع، غير مبالٍ أن العدوان الخارجي لا يبني الأوطان ولا يحرر الشعوب ولا يحقق الأمن والاستقرار، والتاريخ مليء بالدروس والعبر.
وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.


أترك تعليقاً

التعليقات