راسل القرشي

راسل القرشي / لا ميديا -

ليس هناك ما يمكن الحديث عنه في ظل الظروف المعيشية المتعبة التي تواجه اليمن واليمنيين بعد مضي 4 سنوات من العدوان والقتل والتدمير اليومي.
4 سنوات مرت وما زال الشعب يعاني أشد المعاناة. قُتِل من قتل بصواريخ الموت أو جوعاً أو بمرض من الأمراض التي تسبب العدوان بعودتها بعد أن كنا قد تخلصنا منها كالكوليرا وغيره من الأوبئة الفتاكة، وما زالت المعاناة مستمرة لتودي بآلاف آخرين في ظل العدوان وحصاره الظالم..
لم تقم الأمم المتحدة ومجلس الأمن خلال هذه السنوات الأربع بشيء ينتصر للإنسانية المنتهكة ويوقف القتل والتدمير الإجرامي المرتكب ضد اليمن واليمنيين.
بقيت الأمم المتحدة ومعها مجلس الأمن يشاهدان ما يحدث ويعبران عن قلقهما ويطلقان تحذيراتهما بين الحين والآخر، ووسطهما يتاجران بالقضية اليمنية من خلال عقد المؤتمرات تحت مسمى دعم اليمنيين الذين يواجهون أسوأ كارثة إنسانية في العالم، إضافة إلى استمرار بيع الأسلحة التدميرية الفتاكة وجني المليارات من الأموال.
الأسبوع الماضي، وتحت رعاية الأمم المتحدة، عقد المؤتمر الثالث للمانحين لدعم اليمن ومساعدة اليمنيين وذهب قادة العدوان يستعرضون عضلاتهم من خلال التبرع بملايين الدولارات لتوفير الغذاء والدواء للشعب اليمني، وهم من يقتلونه ويدمرون بلاده! 
برنامج الغذاء العالمي دعا المشاركين في المؤتمر للتبرع بسخاء، فيما أوضح المتحدث باسم البرنامج، فيرهوسل، أن 22 مليون يمني أي ما يعادل 70% من السكان يحتاجون للمساعدات الغذائية.. ملايين اليمنيين يعانون من نقص في المواد الغذائية وغياب الخدمات الأساسية في مناطق عديدة، فيما تحذر منظمات دولية من مجاعة محدقة في حالة عدم توقف المعارك وفك الحصار عن المدن. ولا ندري من هي الجهة التي باستطاعتها إلزام قادة دول العدوان بإيقاف عدوانهم وإعادة الحياة إلى طبيعتها وتحقيق السلام!
يعزفون على هذا الوتر منذ الشهر الأول للعدوان، وما زالوا إلى اليوم، أي بعد مضي 4 سنوات، يوزعون مناشداتهم يمنة ويسرة ويجدون في الكارثة الإنسانية مادة خصبة لزيادة مكاسبهم وأرباحهم!
الأمم المتحدة اتخذت من معاناة اليمنيين وسيلة للمتاجرة من أجل ألا ينقطع الدعم المقدم لها من دول النفط، دول العدوان، وما زلنا نراها تعزف على وتر الكارثة الإنسانية دون أن تعمل شيئاً يوقف تعاظمها أو يقود إلى فتح المنافذ الجوية والبحرية والبرية وإدخال المساعدات والمواد الغذائية دون أي تعقيد، ونراها اليوم تدخل في طابور المقايضين على الحديدة!
الأمم المتحدة ومروراً بكل الأنظمة المتسولة على أبواب النظام السعودي وانتهاء بالمنظمات الدولية على اختلاف تسمياتها لم تستطع القيام بشيء للتخفيف من معاناة اليمنيين سوى توزيع مناشداتها على وسائل الإعلام المختلفة وإطلاق التحذيرات المتكررة من الحالة الإنسانية السيئة التي وصلت إليها اليمن، وعقد المؤتمرات تحت مسمى دعم اليمنيين بالغذاء والدواء.
أكثر من 22 مليون مواطن يمني يعانون من انعدام الأمن الغذائي، وهذا ما تقوله الأمم المتحدة ومنظماتها الإغاثية؛ ولم تخفِ هذه المنظمات أن استمرار الحرب والحصار يفاقم الأزمة الإنسانية، ويهدد الملايين الذين يكافحون للبقاء على قيد الحياة... فهل أدركتم حجم المتاجرة التي تتم وعلى مرأى ومسمع من العالم؟!

أترك تعليقاً

التعليقات