رحيل العدوان.. النهاية الحتمية
 

راسل القرشي

راسل القرشي

المظاهرات الشعبية السلمية التي اشتعلت في عدد من المحافظات الجنوبية الأسبوع الماضي، ومازالت حتى يومنا هذا، تؤكد حجم المؤامرة الكبرى التي يقودها تحالف العدوان بشراكة حلفائه المحليين لتدمير اليمن واقتصاده الوطني وتعريض العملة الوطنية للانهيار أمام العملات الأجنبية، وزيادة معاناة اليمنيين.
هذا هو الهدف الرئيسي لتحالف العدوان، والذي حذرنا منه منذ انطلاق العدوان في 26 مارس 2015م، وقلناها مراراً، إن العدوان لم يأتِ إلا لتدمير اليمن واقتصاده الوطني وقتل وتجويع الشعب. 
التحالف اعتمد منذ البداية على نهج إعلامي تجهيلي وتضليلي ليتمكن من تحقيق أهدافه العدوانية التي جاء من أجلها؛ حيث بدأ موجهاً دعواته لليمنيين بأنه جاء إلى اليمن ومعه الخير والبشرى والسعادة لهم، وهذا ما يبدو بوضوح اليوم على المشهد الوطني بعموميته!
فما هو ذلك الخير الذي أتى به التحالف إلى اليمن؟! 
خير العدوان نراه اليوم ماثلاً في وضع الحياة المعيشية لليمنيين، والاقتصاد اليمني والعملة الوطنية التي تشهد انهياراً متسارعاً ينبئ بوصول اليمنيين إلى كارثة تعصف بالحياة في اليمن بشكل عام.
الاقتصاد الوطني في الحضيض، والعملة اليمنية سجلت أدنى قيمة لها بين مختلف العملات الأجنبية، حتى أن الصومال التي كنا نضرب بها المثل بالدول الفاشلة والكارثية في كافة مجالات الحياة لم يصل فيها الصراع والوضع الاقتصادي إلى ما وصلت إليه اليمن واقتصادها الوطني وعملتها المحلية! 
والغريب أن هناك من اليمنيين، في الداخل والخارج، من يستمر في وضع التبريرات لهذا العدوان الظالم والحصار الجائر الذي تقوده السعودية وحلفاؤها منذ قرابة 3 أعوام ونصف، ولهذا الوضع الاقتصادي والمعيشي المزري الذي يعيشه اليمنيون لا لشيء إلا لتغطية قبح المؤامرة الدنيئة التي ترتكب في حق بلد وشعب عربي مسلم دون ذنب أو جريمة ارتكبها!
يدّعون حرصهم على اليمن وشعبها، بينما هم منذ العام 2015م يدمرون ويقتلون ويجوّعون اليمنيين ويقودون بلادهم إلى أن تكون أسوأ دولة فاشلة في العالم نتيجة حقدهم وكراهيتهم لليمن أرضاً وحضارة وشعباً. 
ليس بالعدوان وشن الحروب يكون الحرص على البلدان والشعوب، كما لا يمكن لأي شعب القبول بتدمير بلده تحت أي مبرر كان، وخاصة إن كان المعتدي لا يملك أي حق يجيز له هذا العدوان.
إخواننا في المحافظات الجنوبية أدركوا الآن، حتى وإن جاء هذا الإدراك متأخراً، حجم المؤامرة التي ينفذها تحالف العدوان بحقهم وبحق بلادهم. 
أدركوا أن العدوان جاء ليفرض هيمنته وسيطرته على الأراضي اليمنية، وخاصة على جزره الاستراتيجية وموانئه وثرواته ومقدراته، ليتمكن من خدمة مصالحه وتعزيز نجاحات اقتصاداته على حساب الاقتصاد اليمني والحياة المعيشية لليمنيين؛ وهو الإدراك الذي قادهم للمطالبة برحيل التحالف ورفع يده عن كل شبر من الأرض اليمنية التي تمكن من البسط عليها طيلة الثلاث سنوات والنصف الماضية. 
ها هم إخواننا في المحافظات الجنوبية يطالبون برحيل العدوان، وهو مطلب كل وطني شريف ينتمي لتراب هذا الوطن، ولم ولن يقبل تدنيس أرضه من أي معتدٍ خارجي، أكان عربياً أم أجنبياً. 
إنه العدوان الذي دمر اليمن وقتل اليمنيين وأحال أمنهم إلى خوف واستقرارهم إلى اضطراب ونزوح وفرقة وتشرد... 
إنه العدوان الذي دمر اليمن باستهدافه للمنشآت الاقتصادية من مصانع ومزارع وموانئ... وجوّع اليمنيين واستهدف ممتلكاتهم ومصالحهم وهجرهم من ارضهم وقادهم للنزوح والتشرد... 
إنه العدوان الذي يعرض العملة اليمنية للانهيار كهدف من أهدافه العدوانية على اليمن واليمنيين، وبه ومن خلاله يقود اليمنيين واليمن لكارثة إنسانية لا يقوى بعدها على الوقوف من جديد وليكون راضخاً خانعاً لهم ولأسيادهم!

أترك تعليقاً

التعليقات