راسل القرشي

راسل القرشي / لا ميديا -

بحت أصواتنا ونحن نحذر من الأطماع السعودية والإماراتية في اليمن.. وقلنا مراراً وتكراراً إن هاتين الدولتين لم تأتيا إلى اليمن لإعادة شرعية هادي المنتهية، وإنما لتنفيذ أهدافهما وأطماعهما التوسعية التي تعزز من دورهما الاقتصادي في المنطقة وإعلاء مصالحهما بعد أن منحتا الضوء الأخضر من قبل داعميهما وحماتهما الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وغيرهما..
ليس جديداً ما نتطرق إليه اليوم، وإنما تدفعنا الوقائع والأحداث الحاصلة لتكرارها بعد أن كشف كل من النظامين السعودي والإماراتي قيامهما بتوزيع الأدوار، وخاصة في محافظتي المهرة وحضرموت.. 
نعم.. لم يأتِ العدوان بقيادة النظامين السعودي والإماراتي كما يقولون لـ"تحرير" اليمن - ولا ندري ممن سيحررونها - أو إعادة ما تسمى "الشرعية"، ولا من أجل عيون اليمنيين وتحويل اليمن إلى دولة ديمقراطية وهم لا يعرفون معناها ولا ماهيتها.. وإنما جاؤوا إلى اليمن لتنفيذ مخططهما الاستحواذي الاستعماري الذي وضعته الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا منذ وقت مبكر ليمكنهما من بناء قواعد عسكرية في معظم مناطق السواحل اليمنية، وبالتالي مواجهة الأطماع الروسية والصينية، ومنها إفشال طريق الحرير الذي سيبلغ طوله 12 ألف كيلومتر، ويربط بين الصين وأوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا، وهو ما يقلق الولايات المتحدة الأمريكية وشركاءها العرب والأوروبيين..
دخلت السعودية إلى المهرة بهدف إعمارها ودعم التنمية فيها كما قال الفاقد للشرعية "هادي" عند زيارته للمحافظة قبل نحو عام من الآن، وكان في استقباله آنذاك السفير السعودي.. ولا شك أنكم أيضاً تتذكرون ما قاله "هادي" حينها، وحديثه عن المشاريع الاستراتيجية التي ستنفذها السعودية في المهرة ولم تشهد لها اليمن مثيلاً من قبل، ولا تشبه شيئاً على الإطلاق.. كما قال بأنها ستنقل المهرة إلى مصاف المدن الخليجية "المتقدمة"! 
وهنا نسأل: إلى أين وصلت أعمال تلك المشاريع "الكبرى"؟ وهل شارفت على الانتهاء، أم أنها ما زالت في طور التنفيذ والأعمال الإنشائية؟!
لزام علينا هنا أن نطلعكم على مسار تلك المشاريع والمراحل التي قطعتها لنكون جميعاً على اطلاع ودراية بأمورها وأحوالها..
وقبل أن نسرد طبيعة تلك المشاريع وحجم إنجازها، علينا هنا أن نذكر بالقضية الرئيسية التي تعمل السعودية على إنجازها وإتمامها بجهود كبيرة، والمتمثلة باستمرار أعمال تنفيذ مد الأنبوب النفطي الذي يمتد من أراضيها إلى ميناء نشطون.. وهو المشروع الأكبر في إطار المشاريع "الاستراتيجية" التي تحدث عنها "هادي"..!
لا قلق، فالمشروع يتم تنفيذه بكل جهد ومثابرة، وما هي إلا أشهر قليلة أو ربما أيام ويتم إنجازه، ويعم الفرح فنادق السعودية، ويحتفي "هادي" وخبرته ويقطعون "كيكة" المهرة الكبرى احتفاء بهذا المشروع الاستراتيجي الأكبر والأعظم..!
نعود لنسرد بقية المشاريع الأخرى التي وعد بها "هادي" أبناء المهرة.. تابعوا معي: 
اتخذت القوات السعودية عقب وصولها في العام 2017م عدداً من الإجراءات في ميناء نشطون، ومنها تعطيل الميناء وتحويله إلى ثكنة عسكرية بعد أن كانت قد وعدت بتأهيله وتحديثه..!
أنشأت غرفة تحكم تربط الميناء بالمقر المركزي لقواتها في مطار الغيضة، واستحدثت قاعدة عسكرية في جبل يطل على الميناء.. إضافة - وهو الأهم - تجميد عمل قوات خفر السواحل المحلية المتواجدة في الميناء..
لم تكتفِ السعودية وقواتها بهذه الإجراءات، بل ذهبت إلى أبعد من ذلك، حيث تولت مسؤولية إدارة الميناء والتحكم بحركته التجارية والملاحية بشكل كامل.. وحولت السلطة المحلية إلى أداة لشرعنة تحركاتها، وأغدقت عليهم الأموال بعد أن همشت أيضاً عمل الأجهزة الحكومية المختصة وقلصت صلاحياتها..
ومن الإنجازات الكبرى أيضاً التي أنجزتها السعودية بقواتها التي تتولى تنفيذ تلك المشاريع، فرض موافقتها المسبقة على السفن التجارية القادمة إلى الميناء واحتجاز العديد من البضائع والشاحنات ومنع خروجها لملاكها.. وتعميم قائمة بمواد منعت دخولها لليمن بحجة وصولها لـ"الحوثيين"..!
هل انتهت تلك المشاريع "الاستراتيجية"..؟ الإجابة بالطبع لا.. حيث شرعت السعودية في استحداث معسكر يطل على منازل المواطنين، وعملت على التضييق على الصيادين المحليين، وتقليص مساحة الصيد، والاعتداء على الكثير من الصيادين، وحرمانهم من القيام بمهنتهم ومصدر عيشهم، واعتقال وسجن الكثير منهم..
هذه هي طبيعة "المشاريع الاستراتيجية" الكبرى التي لا تشبه سوى وجه "هادي" وشرعيته.. المشاريع التي أكدت للمهريين صوابية مطالبهم في رحيل العدوان.. كما كشفت حقيقة توجهات العدوان بقيادة السعودية، والهادفة إلى السيطرة والهيمنة على اليمن.. كما أكدت أن "هادي" ليس سوى أداة لتنفيذ تلك التوجهات العدوانية..!
إن المخطط كبير وواضح، ولكن هناك من لايزال يصر على عدم الفهم، والتماهي في شراكته مع العدوان مهما كانت النتائج..

أترك تعليقاً

التعليقات