نظام عالمي بلا أخلاق
 

راسل القرشي

هكذا تتضح السياسة القذرة للنظام الدولي الذي ترعاه الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا.. سياسة المعايير المزدوجة.. سياسة بلا قيم وبلا أخلاق..
يتباكون على ما يقولون أنها جرائم في سوريا رغم أنها تفتقر للأدلة والبراهين، ويتغاضون عن جرائم النظام السعودي وحلفائه التي يرتكبونها وما يزالون في اليمن منذ 3 سنوات، بل يذهبون دون حياء لتبريرها ودعمها، ويحثونهم على استمراريتها..! 
هكذا يكشفون عن أنفسهم بقذارة وخسة لا مثيل لها.. والغريب والعجيب أنهم يتحدثون عن القانون الإنساني الدولي وحقوق الإنسان، وعن الأسلحة المحرمة دولياً دون خجل أو وجل..! 
لا حياة ولا أخلاق ولا قيم ولا شرف لقادة أنظمة الإجرام والإرهاب شركاء بني سعود في تدمير اليمن وقتل اليمنيين..
تعنت وإصرار على الاستمرار في إبادة اليمنيين في ظل استمرار الصمت والدعم الدوليين المقدم للنظام السعودي، وخاصة من الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا وغيرها من دول العالم التي كشفت تواطؤها مع بني سعود وحلفائهم، وتشجيعهم على ارتكاب المزيد من الجرائم بحق اليمن واليمنيين من خلال صمتهم عن جرائم العدوان أولاً، واستمرار مبيعاتهم للأسلحة بكافة أشكالها وصورها ثانياً.. 
النظام السعودي ومعه أكثر من 17 دولة يقودون عدواناً غاشماً وظالماً على اليمن واليمنيين منذ عامين ونصف العام، وبالمقابل تزودهم الكثير من دول العالم بمختلف أنواع الأسلحة، وتأتي بعض قيادت الأنظمة الغربية لتؤكد على ضرورة منع تزويد الأطراف المتصارعة في اليمن بالأسلحة، والحديث بإسهاب عن الجوانب الإنسانية وما تشهده عدد من بلدان العالم ومنها اليمن من انتهاكات للقانون الإنساني الدولي؛ فأين عقلاء العالم ليقفوا أمام هذا التناقض الغريب والمريب الصادر من بعض قيادات تلك الأنظمة، وخاصة في ما يتعلق بالحالة اليمنية؟! 
العالم أجمع يفرض حصاراً على اليمن واليمنيين على كافة المستويات، وتطالب دول العالم بعدم تزويد من يسميهم النظام السعودي وحلفاؤه (الانقلابيين) بالسلاح، فيما الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وغيرها من الدول المصنعة للأسلحة تواصل بيع وعقد صفقات الأسلحة مع دول العدوان، وفي المقدمة منها المملكة العربية السعودية، وليس عنا ببعيد صفقة الأسلحة الأخيرة التي أبرمتها الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا مع النظام السعودي وبعض حلفائه بمليارات الدولارات، لاستخدامها في حربهم على اليمن وقتل اليمنيين..!
نحن أمام مجتمع دولي يتكشف ويتعرى يومياً بتعاملاته المتناقضة واللاأخلاقية مع القضية اليمنية والكارثة الإنسانية التي صنعها العدوان السعودي الإجرامي في اليمن.. 
لا نحتاج هنا إلى تكرار ما تردده منظمات الأمم المتحدة في تقاريرها حول اليمن، وتحذيراتها حول الحالة الإنسانية السيئة التي يعيشها اليمنيون، كوننا نعيش المشهد ونشهد يومياً عشرات الجرائم والانتهاكات المتواصلة للقانون الإنساني الدولي، كما نعلم جيداً بالحالة المعيشية التي تزداد سوءاً مع مرور الأيام.. لسنا بحاجة إلى تكرار سرد تلك التقارير، وإنما بحاجة إلى استشعار دول العالم لمسؤولياتها، والتحرك الجاد والمسؤول لوقف هذا العدوان وفك الحصار، واتخاذ الإجراءات الحازمة والحاسمة تجاه ما تم ارتكابه من جرائم بحق اليمن واليمنيين.. 
قارنوا بين إجراءاتهم المعتملة مع ما يحدث في سوريا ونباحهم اليومي الذي لم يتوقف، وبين ما يقولونه ويفعلونه حول القضية اليمنية، وستكتشفون يقيناً الخسة والدناءة لسياسات تلك الأنظمة التي تتعامل معنا كأننا أغبياء ولا نفهم بحقيقة مؤامراتهم القذرة التي يحيكونها ضد اليمن وضد سوريا وضد البلدان العربية والإسلامية عموماً.. 
شركاء في صناعة مجمل الكوارث التي نعاني منها في اليمن، ونراها تتفاقم يوما بعد آخر، وفي الوقت نفسه يروجون للمغالطات السخيفة، ويستمرون في ضحكهم علينا مع كل أسف..!
مصالحهم طغت وذهب البعض منهم يستعرض عضلاته، وفي مقدمتهم ترامب تجاه بعض البلدان التي لا تتوافق مع سياساته، وترفع في وجهه سلاح (لا)، وفي الوقت نفسه يتحدث عن السلام الذي ينبغي أن يعم العالم ونظامه شريك رئيسي في تدمير اليمن وقتل اليمنيين، وفي تدمير سوريا ومعظم البلدان العربية والإسلامية..!

أترك تعليقاً

التعليقات

صادق البهكلي
  • الأحد , 29 أكـتـوبـر , 2017 الساعة 6:48:18 AM

كل التحية والتقدير لحرفك الثوري، ولكلماتك الملتهبة كقذائف الأبطال التي يدكون بها أوكار الرجعية والتخلف ورعاة الإبل وسدنة البيت الأبيض وعملائهم الصغار المعتاشون على طقوس التمسح بنعال وكلاء الإمبريالية وكهنة معبد الصهيونية.

عادل الاهدل
  • الأربعاء , 4 أكـتـوبـر , 2017 الساعة 9:47:35 AM

كم انت رائع ايها الرفيق حقيقة لا أجد ما أقوله بعد قولك الفصل ولكني أتألم حينما أذكر ذلك الزمن الذي ليس ببعيد عندما كنت أؤمن بأن ياسين سعيد نعمان نبي الكادحين و البؤساء ومخرجهم من ظلمات الاقطاع الى نور الرفاق (ماركس ولينين وجيفارا وكاسترو ) ولكن عندما قدرة السماء نصر الثوار انكشف زيف وخداع ذلك العجوز ذو الشعر الابيض الذي بات ينعم الان بحسن الخاتمه وانتظار تلك الحوريه التي سوف يداعبها على سرير من ذهب فوق الجحيم . كما تظل ثورة 21 من ايلول ثوره على من في الذاخل من حثاله العماله والارتهان وعشاق الخيانه وعلى الخارج الذي بات يتربص بالشعب المثقل الكادح بعد ان قدمه لهم جيل الفساد مقابل ان يظلون كنترول(ريموت) ينفذون ما يمليه عليهم مفتي الديار وحجة الاسلام السفير الامريكي .