سقـوط الأزهـر
 

راسل القرشي

راسل القرشي / لا ميديا

لا يمكن لأحد أن يتخيل أن مؤسسة الأزهر الشريف، المنبر الجامع للمسلمين والمركز الإسلامي الأول، يتحول إلى إمعة يسير بعد تخريجات المراكز الوهابية وأمراء هذا الفكر الذي وجد كما قال مؤخراً ولي العهد السعودي كأداة حرب وتنفيذاً لطلب حلفائه..
كنا نتمنى من القائمين على مؤسسة الأزهر، وبعد ما قاله ولد سلمان، أن يعلقوا على تلك التصريحات، ويكشفوا حقيقة الوهابية كفكر أو مذهب تخريبي استهدف العقيدة الإسلامية وأضر بها، وأسهم بشكل مباشر في الإساءة للمسلمين، حتى تم إلصاق الإرهاب بالإسلام والمسلمين..
النظام السعودي بمذهبه الوهابي المنتج والمفرخ للتطرف والإرهاب، أسهم وبشكل كبير في بروز وظهور الكثير من الجماعات والتنظيمات الإرهابية، ونراها اليوم تساند هذا النظام في عدوانه على اليمن منذ أكثر من 3 أعوام، وفي سوريا منذ أكثر من 7 سنوات، وفي ليبيا والعراق.. وفي مصر أيضاً..
ماذا قال الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، عن الوهابية قبل أن يتحول إلى مدافع لها وسائر في ركبها..؟
قال: الوهابية مذهب مبني على تزييف الحقائق، وعلى أن باقي المذاهب خطأ، ومذهبهم الصحيح.. والوهابية مذهب منظم لخلق ونشر الفتن ما بين الناس..
لقد تحول الأزهر الشريف من مؤسسة علمية تسهم في تصحيح الدين وتعميم المفاهيم الإسلامية الصحيحة، ووضع الحلول والمعالجات للكثير من القضايا التي تعاني منها دولنا العربية والإسلامية، إلى شريك وفاعل في إثارة الفتن وإشعال الحرائق مع النظام السعودي في كثير من الدول العربية والإسلامية..!
مؤسف أن يلتزم الأزهر وشيوخه الصمت إزاء ما تشهده البلدان العربية من حروب وصراعات، وإزاء ما تشهده اليمن من تدمير وإبادة لليمنيين.. ويذهب لإصدار البيانات المؤيدة لدول العدوان وقادة الإرهاب ومجرمي الحروب الذين يرتكبون هذه الجرائم والمجازر بحق الشعب اليمني وغيره من شعوب البلدان العربية..
تحول الأزهر للأسف الشديد إلى ناطق لدول العدوان والإجرام، يبرر للقتلة أفعالهم وجرائمهم، ويدين الضحية، ويحرض أكثر على ارتكاب المزيد من تلك الجرائم..!
فهل هذه مؤسسة الأزهر الشريف التي يقع عليها حماية الإسلام والمسلمين وتصحيح المفاهيم المغلوطة التي تسيدت بفعل التشويه المتعمد الذي مارسته الوهابية وغيرها من الجماعات المتطرفة والإرهابية المتخرجة من تحت عباءة الفكر أو المذهب الوهابي..؟!
هل همش الأزهر الشريف نفسه أم تم تهميشه..؟ وهل يقدم القائمون عليه حالياً الرسالة الصحيحة التي وجد من أجلها..؟!
مخزٍ حقاً أن تسقط مؤسسة الأزهر الشريف في مستنقع الوهابية وضحالتها، وتتحول إلى ناطقة باسم النظام الذي اتخذها أداة حرب وإثارة الفتن وإشعال الحرائق، ومباركة إبادة اليمنيين وتدمير اليمن..!

أترك تعليقاً

التعليقات