أين (الإنقاذ)؟!
 

راسل القرشي

راسل القرشي / لا ميديا

منذ قرابة العام وأزمة الغاز في العاصمة صنعاء لم تتزحزح من مكانها، باقية وجاثمة على قلوب الناس، والحكومة لا همّ لها ولا في بالها شيء!
معظم المواطنين في العاصمة صنعاء بلا غاز، وإن تمكنوا من الحصول على أسطوانة واحدة شهريا فلا يكون ذلك إلا بعد الحصول على رضا (العاقل) الذي تم اختياره ليتولى التوزيع بعدالة -كما يقولون- في إطار حارته، فأين هذه العدالة التي تتحدثون عنها؟! لأننا لم نرها، أو بالأصح لم تصل إلى حارتنا بعد!
العاقل أو بالأصح (تاجر الغاز) الذي تم تنصيبه من قبل ما يسمونها الحكومة يبدو أن اختياره لم يكن من أجل التوزيع بعدالة، وإنما من أجل إذلال الناس والتحكم بمأكلهم، وليقوم بالتوزيع على هذا أو ذاك وفقا لقانون المحسوبية والوساطة؛ فيما الأكثرية ينتظرون دورهم الذي لا يأتي إلا بعد طلوع الروح.
هذه هي الحقيقة التي لا تريد من تسمى (الحكومة) سماعها، ولا حتى من قادهم ذكاؤهم الخارق إلى اختيار هذ الآلية (التجارية) الجهنمية!
هل إذلال الناس هو الغاية من اختيار هذه الآلية الفاشلة؟! أم ماذا بالضبط؟!
بالتأكيد لم ولن نجد من يرد على تساؤلات المواطن المسكين الذي يظل يترجى (العاقل) و(يا منعاه) و(لو سمحت) و(أرجوك) وغيرها حتى يمنّ عليه (العاقل) بأسطوانة غاز ناقصة عن وزنها المحدد 5 لترات أو أكثر، بل سنجد من يرد بتهكم ويقول: نحن في عدوان وأنتم تبحثون عن الغاز! هذا إذا لم يقم البعض بنعت ووصف من يتساءل أو يشكو من عدم حصوله على الغاز بأوصاف ونعوت ما أنزل الله بها من سلطان.
أكثر من عام وأزمة الغاز لم تُحَل، بل تزداد حدة، فيما الحكومة صامتة وكأنها غير موجودة على الواقع، فهل هم راضون عن هذا الوضع الذي يعيشه المواطن جراء أزمة الغاز التي طالت؟!
هل قيمت الحكومة هذه الآلية لتعرف مدى نجاحها أو فشلها؟! أم أنها (تركن) إلى التقارير التي تأتيها من هذا أو ذاك ممن تصلهم أسطوانة الغاز أسبوعياً إلى بيوتهم دون عناء أو تعب ومشقة؛ ودون الذهاب و(الجية) للعاقل لترجيه واستسماحه للحصول على أسطوانة الغاز؟!
ارحموا الناس يا أنتم، يا من وُجدتم لخدمة المواطن وسُميتم بـ(حكومة الإنقاذ)! واستشعروا ولو قليلاً من مسؤولياتكم، وأوجدوا حلولاً ناجعة لهذه الأزمة التي أثقلت كواهل الناس، وبالمقابل أغنت مئات (العقال) نتيجة البيع والشراء بحصص المواطنين الذين لا تصل إليهم أسطوانة الغاز إلا مرة واحدة كل شهرين.
الحكومة التي لا تستشعر مسؤولياتها ولا تقوم بالمتابعة والتقييم والنزول الميداني لاستطلاع آراء الناس في كل أحياء العاصمة حول الغاز وغير الغاز وكيفية حصولهم عليه ومتى وكيفية تعامل (العقال) معهم، ليست حكومة، وإنما سوط عذاب يتم بها تعذيب الناس وامتهانهم وإذلالهم أكثر وأكثر!
والشيء الوحيد الذي يجب أن تدركوه وتفهموه هنا يا (إنقاذ) هو أن من يشكونكم كثروا ومن يشكرونكم انعدموا؛ فإما تحملتم مسؤولياتكم بأمانة ونزاهة وصدق أو فلتذهبوا إلى الجحيم!

أترك تعليقاً

التعليقات