لعبة العدوان المكشوفة!
 

راسل القرشي

راسل القرشي / لا ميديا -

لم ينجح النظام السعودي المحتل عبر مراقبيه الذين تم إرسالهم إلى محافظة أبين للفصل بين المليشيات المتصارعة هناك، والتي يمثلها ما يسمى "الانتقالي" وما تسمى "الشرعية"، وإيقاف الأعمال العسكرية المشتعلة بينهما. وكان ذلك وفقاً للمبادرة التي أطلقها هذا النظام، والتي تضمنت وقف الأعمال العسكرية والعودة إلى المفاوضات التي تقود إلى التهدئة وتنفيذ ما سمي "اتفاق الرياض" الذي ولد ميتاً.
انسحبت لجنة المراقبين السعودية من أبين وعادت إلى عدن. وهذا ما أراده النظام السعودي في الأساس بعد أن ضمن قادته السيطرة على سقطرى.
النظام السعودي لا يريد لتلك الأعمال العسكرية في أبين أن تتوقف، وإنما يريد أن يحافظ على الوضع غير محسوم، في سياق مخطط تدريجي للسيطرة على المحافظات الجنوبية وتقسيمها إلى مناطق نفوذ بما يحقق مصالح السعودية والإمارات وحلفائهما الرئيسيين: الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا.
يمضي النظام السعودي ومعه الإماراتي في اتجاه تنفيذ مخططهما التدميري في اليمن، كونه يمثل الهدف الذي جاؤوا من أجل تنفيذه، ولو أنهم جاؤوا من أجل إعادة ما يسمونها "الشرعية" كما روجوا لذلك منذ بدء عدوانهم لما سمحوا بتكوين أية مليشيات عسكرية بعيدة عن هذه "الشرعية". ولكن على العكس من ذلك اتجهوا لبناء مليشيات وقاموا بتدريبها وتزويدها بالسلاح والمال تتفق مع توجهاتهم ومخططهم للوصول إلى الغاية والهدف الذي جاؤوا من أجل تحقيقه وليكونوا القوة التي تنفذ توجهاتهم ومخططهم مقابل دعمهم في تنفيذ مشروعهم التفتيتي لليمن وخاصة في المحافظات الجنوبية.
اتخذ النظامان السعودي والإماراتي ما تسمى "الشرعية" كطعم أو أداة للوصول إلى غايتهما، وهو ما اتضح بجلاء في توجهاتهما الاحتلالية في عدن وسقطرى وحضرموت والمهرة ومضيهما في تنفيذ مشاريعهما التي نعرف جميعاً طبيعتها وأهدافها وسبق لنا أن أشرنا إليها مراراً.
إن فرض الهيمنة والسيطرة والاستحواذ على المحافظات الجنوبية والمناطق الساحلية اليمنية الممتدة من البحر العربي إلى باب المندب هو الهدف الرئيسي من هذا العدوان "العربي ـ الغربي".
ورغم تحذيراتنا مراراً من أن المخطط كبير وواضح إلا أن هناك من لا يزال يصر على عدم الفهم، وعلى التماهي في شراكته مع العدوان مهما كانت النتائج.
لقد أوجد قادة العدوان كلاً من "الانتقالي" و"الشرعية" كأداة لتحقيق ما يريدونه من اليمن. ونرى اليوم بوضوح أن التحالف هو الحاكم وهو من يقرر وهو من سيربح ويكسب من كل ما حدث سابقاً ويحدث حالياً وسيحدث في قادم الأيام.
يشعلون الصراعات بين اليمنيين، ثم تحت يافطة إيقاف تلك الصراعات يتدخلون لإطفائها لبرهة من الزمن، ثم يعودون إلى اشعالها من جديد.
كم من المرات اشتعلت مثل هذه الصراعات والمواجهات العسكرية بين اليمنيين في المحافظات الجنوبية؟! وليس بخافٍ عليكم كيف تم إيقافها طيلة السنوات الماضية. وهو ما يتكرر اليوم بالصورة والآلية المتبعة نفسها، والهدف واضح ويندرج ضمن المخطط المعتمل وصولاً إلى الاعتراف بأهمية بقاء السعودية والإمارات في تلك المناطق كضامن لعدم اشتعال أي صراع مستقبلي؛ وفي الوقت نفسه مضيهما صوب ترجمة أهدافهما المعروفة.

أترك تعليقاً

التعليقات