ابتعدوا عن المن والأذى!
 

راسل القرشي

راســـل القرشــي / لا ميديا -

في شهر رمضان الكريم من كل عام يكثر المتصدقون، وخاصة من قبل المنظمات المدنية الخيرية التي تتخذ من تقديم مساعداتها للأسر الفقيرة والمحتاجين والمعدمين وسيلة للدعاية الإعلامية والتباهي بما تقدمه تجاه تلك الأسر، وكأن فعلها الخيري هذا لن يكتمل إلا إن قامت بتصوير ما تقدمه والذهاب صوب نشره في المواقع الإخبارية وشبكات التواصل الاجتماعي! 
من أراد أن يساعد أسرة فقيرة بتقديم مواد غذائية أو كسوة العيد لأطفالها، فعليه أن يبتعد عن التصوير أكان تصويراً فوتوغرافياً أو تصوير فيديو..
الدعاية الإعلامية ليس مكانها تقديم المساعدات للأسر الفقيرة، ولا تصوير طفل أو امرأة أو رجل يذرفون الدموع التي قد تكون دموع الشعور بالذل..
هذا التصوير يحوّل فعل الخير إلى إذلال ومتاجرة واضحة بأوجاع وآلام المحتاجين.. وفيه الكثير من المن والأذى..
 قال الله تعالى: (إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ) (البقرة: 271).
وقال الله عز وجل: (قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى ) (البقرة: 263).
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله.. الحديث، وفيه: "ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه".
فبالله عليكم أين هذه المنظمات وأولئك الفاعلون للخير من هذه التعاليم الربانية والنبوية؟!
حولوا الصدقات والمساعدات الإنسانية إلى وسيلة واضحة للمتاجرة والبيع والشراء دون حياء..!
هل بتصويركم لدمعة طفل أو امرأة لحظة إعطائهما "مساعداتكم" تسعدونهما بذلك، أم هو الذل بعينه؟!
اتقوا الله يا أنتم، واعلموا أن في التصوير مخالفة صريحة لقواعد ديننا الحنيف الخاصة بشأن إغاثة الملهوفين.. كما فيه تعدٍّ صارخ لكرامة المتلقين لتلك المساعدات والصدقات، وليس من الأخلاق في شيء..
احفظوا كرامة الإنسان، وابتعدوا عن المن والأذى إن كنتم حقاً تسعون لفعل الخير والتقرب إلى الله بها.. 
اللهم إني صائم.

أترك تعليقاً

التعليقات