راسل القرشي

راســـل القرشــي / لا ميديا -

تتعمد قناة "الجزيرة" عبر برنامجها "الاتجاه..." الذي لا يشبه شيئاً على الإطلاق، إثارة قضايا أقل ما يمكن وصفها بالمسفة التي يتخللها البذاءة والسب والانحطاط من قبل بعض ضيوف البرنامج..
برنامج فيصل القاسم استضاف الأسبوع الماضي شخصيتين أحدهما يمني الأصل والفصل والآخر لبناني يسير في خط النظام السعودي.. وعندما تستمع إلى ما قاله هذا الضيف اللبناني وهو يتحدث عن اليمن، ينتابك الضحك والسخرية في آن..!
يقول الضيف الذي كشف أنه أحد حملة مباخر النظام السعودي في سياق حديثه بعد أن بدا الغضب في وجهه.. يقول للضيف اليمني: "من خولك لتتحدث عن اليمن واليمنيين؟!".
هكذا تحدث.. كأنه هو المخول والوصي للحديث عن اليمن واليمنيين..!
أليس في حديث هذا الضيف ما يثير الضحك والسخرية في آن؟!
لا ندري ما الهدف الذي يحمله برنامج فيصل القاسم غير إثارة الصراخ والزعيق والنعيق، كما تنتهي حلقته بزيادة الاحتقان بين الطرفين المستضافين وزيادة الكراهية والأحقاد..!
يستضيف "القاسم" في كل اتجاهاته شخصيتين ذوي آراء متعارضة معظم الأحيان وعلى جانب كبير من الخلاف والتصادم.. ورغم أنهما يعدان من الفئات المثقفة إلا أنهما يكشفان أو يكشف أحدهما أن الثقافة لديه لا تعني سوى الصراخ والزعيق والنعيق.. وهو ما يتجه معه مُقدّم البرنامج بصب الزيت على النار أكثر وأكثر..
أي أن الهدف من برنامج "اتجاه القاسم" تعرية المثقف والسياسي العربي وكل من يقوم باستضافتهم ونقل صورة الحوارات العربية وطبيعتها وماهيتها..!!
هذه هي قناة "الجزيرة" التي وُجدت لإثارة الفتن وإشعال الحرائق والمتاجرة بالدماء ولتكشف حقيقة الإعلام المنافق.. المدمر والقاتل!
تؤكد بمعظم برامجها أن أهدافها تدميرية وتصب في مجملها للإساءة للعرب ودولهم وإثارة الفتن في ما بينها، تنفيذاً للأجندة الغربية الهادفة إلى شق البلدان العربية وتعزيز حالة الكراهية والأحقاد السائدة في ما بينها، وإن لم توجد تعمل على خلقها بشتى السبل..!
هل وجدتم أن السياسة الإعلامية لهذه القناة ظلت ثابتة طيلة السنوات الماضية منذ بدء ما تطلق عليه ثورات "الربيع العربي"..؟ وهل تتناول مجمل القضايا المثارة من قبلها بحيادية وبما يؤدي إلى خدمة القضية ذاتها؟!
هناك الكثير من القنوات العربية المشابهة ببرامجها لقناة "الجزيرة".. فكل منها لديها سياسة إعلامية وتوجهات تخدم قادتها ومموليها.
ورغم هذا الكم الكبير والهائل من تلك القنوات الإعلامية العربية الموجهة، إلَّا أنها لا تعمل من أجل لملمة الشتات العربي وتقريب وجهات النظر بقدر ما تتجه صوب زيادة تغذية الخلافات وبأفكار متشابهة..!
بث الفرقة وتعزيز التطرف وخلق الشروخ الفكرية والدينية لدى أبناء المجتمع الواحد، هو السلاح الذي تستخدمه الفضائيات العربية ومعظم الوسائل الإعلامية الأخرى مع كل أسف..!
ولهذا لا تنتظروا من فيصل القاسم أو غيره من مقدمي البرامج الحوارية الثنائية في فضائياتهم، أن يسهموا في حل أي خلاف عربي، كون توجهاتهم عكس ذلك كلياً.

أترك تعليقاً

التعليقات