راسل القرشي

نهاية سبتمبر الماضي، وتحت ضغوط وتهديدات سعودية كبيرة، وبمساندة أمريكية طبعاً، أقر مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة قراراً بتشكيل مجموعة من الخبراء (البارزين) الدوليين والإقليميين للتحقيق في جرائم الحرب وانتهاكات القانون الإنساني الدولي التي ارتكبها جميع الأطراف خلال الحرب في اليمن..
تم الخروج بهذا القرار بدلاً عن القرار الذي كان المجلس يتبناه بناء على مشروع تقدمت به هولندا، ويتضمن تشكيل لجنة دولية محايدة ومستقلة للتحقيق في مختلف الجرائم..
5 أشهر مرت منذ تبني ذلك القرار، وإلى اليوم لم يتم الكشف عن مجموعة الخبراء (البارزين) الدوليين والإقليميين الذين سيتولون التحقيق في مختلف الجرائم والانتهاكات التي حدثت منذ بدء العدوان في 26 مارس 2015م..
5 أشهر مضت كثف خلالها النظام السعودي ضرباته الجوية على مناطق مختلفة من اليمن، وفي مقدمتها محافظات صعدة وحجة والحديدة وتعز، استهدفت أحياء سكنية ومنازل مواطنين ومنشآت مدنية أدت إلى تدميرها واستشهاد وإصابة المئات إن لم نقل الآلاف من المواطنين، معظمهم من النساء والأطفال!
طيلة الأشهر الخمسة الماضية واصل النظام السعودي جرائم الإبادة بحق الشعب اليمني، لم نسمع خلالها أحداً يتحدث عن مجموعة الخبراء البارزين الذين سيتولون التحقيق في تلك الجرائم.. كما لم نسمع أحداً يتساءل عن تأخر تشكيل هذه المجموعة، وعن رأي مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في استمرار انتهاكات القانون الإنساني الدولي وحقوق الإنسان!
منذ البداية صمتت الأمم المتحدة والمجتمع الدولي إزاء هذه الجرائم التي يرتكبها النظام السعودي، وبتأييد مباشر من شركائه الرئيسيين الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا.. كما صمت بقية الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن، وهو ما دفع هذا النظام لمواصلة جرائمه لإبادة الشعب اليمني بمختلف أنواع الأسلحة، ومنها المحرمة دولياً.. 
لو كان هناك موقف حازم من بقية أعضاء مجلس الأمن حول تلك الجرائم، لتوقفت منذ وقت مبكر، ولكن المال السعودي فعل فعلته، وأسقط العالم كله تحت أقدام قيادات هذا النظام..! 
نجح النظام السعودي في شراء ضمائر كل مسؤولي العالم، وإن وجدت دولة تعارض توجهاته وتدين جرائمه وتتجه نحو اتخاذ إجراءات تتعارض مع موقف قادة هذا النظام، يوجهون تهديداتهم إليها، ويلوحون بعقوبات اقتصادية وسياسية ضدها..!

أسقط النظام السعودي كل القوانين الإنسانية الدولية ومضامين حقوق الإنسان تحت أقدامه، وداس عليها..؛ وبدت الأمم المتحدة وهيئاتها ومنظماتها عاجزة عن فعل أي شيء ينتصر للمفاهيم والمضامين والقوانين والأعراف الدولية.. وما نراه اليوم كافٍ للتأكيد على ما نقول..! 
سقطت الأمم المتحدة، وسقط النظام الدولي الذي تمثله، وسقطت مفاهيم حقوق الإنسان أمام المال النفطي.. 
تباً لهذا العالم المليء بالنفاق، وتباً لتلك الأدوات المسماة (منظمة الأمم المتحدة) و(مجلس الأمن) وغيرهما من الهيئات التي تحمل صفة الدولية، وتدعي كذباً نضالها من أجل وقف الحروب والصراعات، والانتصار لحقوق الإنسان وللشعوب المستضعفة، والعمل على سيادة السلام في العالم..!
إن ما يحدث منذ 3 أعوام يمثل عملية إبادة متعمدة تستهدف اليمن أرضاً وبشراً..، ليس من قبل النظام السعودي فحسب، وإنما بشراكة ومساندة حقيقية من قيادات تلك الأنظمة الذين اجتمعوا معاً في جنيف لإحباط التوجهات الرامية لإيقاف تلك الجرائم وتشكيل لجنة دولية محايدة ومستقلة للتحقيق في جرائم وانتهاكات العدوان السعودي في اليمن..!
في اليمن - واليمن وحدها - تتكشف حقيقة المؤامرة الغربية التي ينفذها نظام بني سعود وحلفاؤه.. ويتعرى أحفاد المغول من لباسهم.. ويبدو المجتمع الدولي حقيراً ووقحاً وهو يساند ويؤيد جرائم العدوان، ويعمل على تغطيتها وتبريرها بقبح وبلا أخلاق..!

أترك تعليقاً

التعليقات