«شرعية» من ورق!
 

راسل القرشي

راسل القرشي / لا ميديا -

ليست المرة الأولى التي يصف فيها مسؤول في حكومة هادي شرعيته بأنها شرعية على الورق، حيث سبق المستقيل من خارجية هادي خالد اليماني كثيرون ممن يؤيدون هادي ويؤمنون بشرعيته المنتهية، وفي مقدمتهم عبدالعزيز جباري، الذي كشف حقيقة تحالف العدوان ووصف "شرعية هادي" بأنها فاقدة لقرارها وإرادتها ولا صوت لها إطلاقاً!!
لذلك ما قاله خالد اليماني عن أن "الشرعية فقدت سيطرتها على الأرض واليوم خسرت ثقلها الخارجي وأصبحت شرعية على الورق" ليس بجديد، وهذه هي الحقيقة التي أكدنا عليها منذ بدء العدوان الغاشم على اليمن وأكد عليها الزعيم علي عبدالله صالح مرارا وتكراراً.
لا شرعية لـ"هادي"، ولا قدرة له على إدارة شؤون البلاد والعباد دون التدخلات الخارجية السعودية والإماراتية التي تتحكم بالمشهد وتوجه هادي كيفما تشاء!!
"هادي" جعل من نفسه مطية وأداة لتنفيذ الأجندة الخارجية التي تنفدها السعودية والإمارات نيابة عن قوى الحقد والتآمر الغربي المسيطرة على سلطة القرار في العالم.
منذ الوهلة الأولى لهذا العدوان أكدنا أن مخطط تحالف العدوان لا علاقة له بما يسمونها "الشرعية"، وإنما تم التفكير به ووضع تفاصيله منذ وقت مبكر من طلب هادي الاستعانة بالخارج لشن حرب على بلده وقتل شعبه.
ولم يشن النظام السعودي ومن تحالف معه هذا العدوان الإجرامي من أجل عيون هادي وخالد اليماني وعبدالعزيز جباري والمئات الذين يرقصون ويغنون على إيقاع هذه الشرعية المهترئة، ولا من أجل نقل الديمقراطية التي لا يعرفون مدلولها وما تتضمنه من أسس ومبادئ ومضامين عامة إلى اليمنيين كما كانوا يرددون منذ بدء العدوان، وإنما من أجل أهداف تدميرية وتفتيتية غايتها في الأساس خلق الصراعات بين الأطراف اليمنية وتقسيم اليمن إلى كيانات متناحرة لا تقوم لها قائمة، وبما يمكنها (أي دول العدوان) من الاستيلاء على المواقع والجزر اليمنية الاستراتيجية وبناء قواعد عسكرية عليها وتعزيز مصالحها في المنطقة!!
أنظمة الغزاة ظهرت منذ بداية عدوانهم متخبطة وهي تتحدث عن العدوان وتضع مبررات تدميرها لليمن وقتلها لليمنيين، فذهبت تقول إن هدفها وقف المد المجوسي الصفوي (!!) وقالت أيضا إن عدوانها لم يكن لولا طلب هادي التدخل لإعادة الشرعية. وقالت أيضا لوقف التهديد الذي يشكله اليمن على النظام السعودي والدول الخليجية و... و... و... فيما ذهب دعاة ومشائخ الوهابية إلى القول بأنها حرب مذهبية، وغيرها من الترهات التي ظلت أنظمة العدوان ومحللو الدفع المسبق التابعون لها وكافة وسائلها الإعلامية يسوّقون لها وسط كم كبير من المغالطات والأكاذيب المضحكة والسخيفة!!
نعم، تحالف العدوان استخدم هادي وشرعيته أداة ليس أكثر لشن هذا العدوان الإجرامي على اليمن واليمنيين.
تلك هي الحقيقة التي كشف عنها اليماني اليوم، وكل ما كان يقوله سابقا هو وعتاولة هذه "الشرعية" يندرج في إطار المكابرة التي راهنوا عليها لعل وعسى أن يعيدهم النظام السعودي إلى السلطة على ظهر الدبابات والمدرعات والمصفحات التي قتلت وأصابت أكثر من ثمانين ألف مدني ودمرت كل شيء من بنية تحتية وخدمية وتسببت في تهجير الملايين من منازلهم ومدنهم، وفرضت حصاراً جائراً أدى إلى تجويع أكثر من 70% من اليمنيين ومقتل قرابة 250 ألف يمني نتيجة افتقادهم العلاج أو نتيجة انتشار الكثير من الأمراض والأوبئة التي عادت بسبب هذا العدوان.
وما قاله خالد اليماني أيضاً من سيطرة التجمع اليمني للإصلاح على سلطة القرار وتسييرها لهادي كما تشاء وتريد شيء طبيعي، فهادي هو من وضع نفسه كالأطرش في الزفة. 
شخصية ضعيفة، سقط منذ أول وهلة تسلم فيها سلطة القرار، ووجدت فيه قوى الهيمنة والاستكبار ومعها قيادات الإخوان المسلمين الفرصة السانحة لتنفيذ مخططاتها وتحويل اليمن إلى خرابة وإلى مساحة واسعة لصراع إقليمي لا ناقة لليمن واليمنيين فيه ولا جمل!!
هذه هي الحقيقة.
ما زالت كل الأوراق بيد التحالف، فيما "شرعية" هادي لا تملك سوى التباكي وإطلاق التحذيرات الفارغة التى لا يعيرها قادة العدوان بالاً!! 
وفيما يخص تجمع الإصلاح هو أيضا ينفذ أجندة غربية لها مخططاتها وغاياتها، ولا تختلف عن غايات تحالف العدوان في شيء.
جميعهم فاقدون لـ"الشرعية"، هادي والإصلاح، وجميعهم لعبة أو دُمى تحركها دول الهيمنة والاستكبار في إطار أوراقها وما تريد أن تصل إليه وتسعى لتحقيقه!

أترك تعليقاً

التعليقات