انكشاف الأجندات ومصير الأدوات!
 

راسل القرشي

راسل القرشي / لا ميديا -

لم يعد هناك أي التباس أو سوء فهم أو مبرر للمغرر بهم وأدوات العدوان لاستمرارهم في معاداة الوطن وأبنائه، بعد أن اتضحت أهداف تحالف العدوان وكُشف المستور وتبينت المخططات الحقيقية والمتمثلة في فرض الهيمنة ليس على اليمن فحسب وإنما إخضاع العرب لهيمنة الكيان الصهيوني بقرار أمريكي.
في هذا الاتجاه يحتل اليمن موقع الصدارة في تلك المخططات، نظراً لموقعه الاستراتيجي ولما تزخر به الأرض اليمنية من ثروات، وقبل هذا وبعده وجود شعب حي وفتي قادر على اجتراح المعجزات وقد جسد بصموده الأسطوري طيلة السنوات الست من عمر العدوان هذه الحقيقة على أرض الواقع حتى بات العالم كله مذهولاً بها، وهو يدرك أن شعباً كهذا لو توفرت أمامه الظروف لبناء دولته المستقلة الموحدة لتمكن بسرعة من تحقيق المكانة التي تليق بتاريخه وحضارته.
اليوم لم يعد هناك سوء فهم أو التباس في حقيقة أهداف العدوان ولمصلحة من تشن هذه الحرب العدوانية وأي مخططات تسعى إلى تنفيذها، وأصبحت أدوات العدوان وعملاؤه يدركون - بعد أن تعددت الأطراف الإقليمية والدولية وتعارضت المصالح والأهداف - أن هذه الحرب تسعى إلى نتيجة واحدة تتمثل في تحقيق الهيمنة "الإسرائيلية" على المنطقة لملء فراغ التراجع الأمريكي على طريق الانسحاب من المنطقة. وأهمية اليمن الاستراتيجية لبلوغ هذه الغاية تتمثل في السيطرة على واحد من أهم المضايق والممرات المائية الدولية التي تكتسب أهمية قصوى للمصالح التجارية والاقتصادية الدولية وللسيطرة في الصراعات الجيوسياسية والهيمنة على العالم.
فقد أصبح البعض من أدوات العدوان يتحدث بوضوح عن الورطة التي وجدوا أنفسهم فيها، لاسيما قيادات حزب الإصلاح، حيث صار الكثير من قياداته تتناقض بين ما تقول وما تقوم به على الأرض، فهي مع استمرار العدوان مادام يحقق لها بعض غاياتها ويثبت تموضعها المؤقت كما هو الحال في الساحل الغربي ومأرب، ويستنجدون بالعالم كله بدءاً من غريفيث إلى بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية لتثبيت تلك السيطرة التي يتشاركونها مع الغازي السعودي والإماراتي والأمريكي والبريطاني والصهيوني ويرفضونها في المحافظات المحتلة التي يجري تقسيمها كمناطق احتلال بين السعودي والإماراتي كواجهات لأمريكا و"إسرائيل"، ويواصلون بهذه الازدواجية مغالطة أبناء اليمن بأنهم مع شرعية يعون أكثر من غيرهم ألا وجود لها!!
الآن وبعد أن تجلى المشهد لا خيار إلا الدفاع عن سيادة اليمن ووحدته واستقلاله، أو الاستمرار في العمالة والخيانة، ليتسنى لهذا الشعب وقياداته الوطنية الوحدوية الصامدة مواجهة هذا العدوان وخوض معركته حتى النصر، وبذلك يكون أولئك العملاء قد اختاروا مصيرهم وفضلوا المال النفطي القذر الذي سيعمق ارتداد نتائج خيانتهم عليهم وحدهم ليذهبوا إلى مزبلة التاريخ غير مأسوف عليهم.
أصبحت اللعبة واضحة، ولم يعد في هذا العدوان أي شيء ملتبس. فالمستهدف من هذه الحرب العدوانية القذرة المستمرة منذ قرابة ست سنوات هو اليمن براً وبحراً، أرضاً وإنساناً.
موانئ وجزر اليمن على البحرين الأحمر والعربي تحت سلطة الاحتلال الإماراتي والسعودي. سقطرى، المهرة، وأجزاء كبيرة من حضرموت وميون والمخا و... و... الخ من المناطق والمحافظات... فماذا تبقى أمام أدوات العدوان من مبررات يمكن تسويقها لإثبات عكس ما يشاهد على الواقع؟!
على أدوات العدوان أن تدرك أن الخائن المرتزق العميل لا يبني وإنما يهدم، ولا يجمع أو يوحد وإنما يفرق ويشتت.

أترك تعليقاً

التعليقات