عنزة ولو طارت!
 

عبدالفتاح حيدرة

عبدالفتاح حيدره / لا ميديا -
لا يوجد تعليق على كلام مقابلة المدعو (مبس) في قناة (MBC) سوى حكاية المثل العربي القائل «عنزة ولو طارت»، ويُضرب هذا المَثَل على حالات عناد البعض وتمسكهم برأيهم رغم التأكد من كونه خطأ، وحكاية هذا المَثَل، هي أن شخصين تجادلا حول شيء أسود يقف على أغصان شجرة بعيدة، لكن هذا الشيء الأسود مجهول الملامح نظرا لبُعد الشجرة، فقال الشخص الأول «هذا غراب»، ولكن الشخص الثاني عانده وقال «هذه عنزة»، فتدخّل الناس ليؤكدوا أنه غراب وقد طار أمامهم، إلا أن الشخص الثاني أصر على رأيه رغم أن الغراب طار أمام الجميع، فقال للناس إنها «عنزة ولو طارت».
حديث هذا المهفوف المتملق الضعيف عن أصالة وعروبة اليمن شعبا وأرضا بعد 6 أعوام من حربه وتدميره وحصاره لأرض وشعب اليمن، لا ينفي عنه ولا عن أسرة بني سعود كلها، أنهم لقطاء على العروبة وعلى الإسلام وعلى السياسة، ولا ينفي أيضاً عن السعودية، أنها مملكة لقيطة على التاريخ والجغرافيا، بينما ما أكده حديث الـ(مبس) هذا هو أمران فقط، الأول أن الأمور إذا وصلت إلى أقصى درجة من السوء، إما أن تتوقف ويفضح المتسببون في سوئها وتدهورها أنفسهم، أو تعود إلى نصابها وبداياتها الأولى لتنصلح كما هو مقرر لها. والأمر الثاني هو أنه ليس هناك أسوأ من المتسببين في الكوارث سوى من يبررونها ويتحدثون عن وجود مؤامرة عليهم.
لهذا ومن عمق أصالة عروبة وإيمان وحكمة اليمن، ردنا لكل الكتاب والشخصيات والأحزاب العربية والحركات الجماهيرية والمنظمات والمؤسسات الإعلامية من المحيط الخامل إلى الخليج الخائن، الذي يعتقدون أن ابن سلمان ليس سوى «عنزة وإن طارت»، وهم من غنوا ورقصوا وهللوا وكبروا بالأمس لاستمرار العدوان والاحتلال والحصار على اليمن، وأمسوا اليوم يغنون ويرقصون ويهللون ويكبرون للطف وعقل ورزانة مقابلة عنزتهم الطائرة، مقدمين الأطروحات والمبررات والحجج لحرب محمد بن سلمان في اليمن وحصار وتجويع الشعب اليمني 6 أعوام، معتبرين المقابلة رسالة صفح من المهفوف لوقف الحرب في اليمن وفك الحصار على الشعب اليمني.
نقول وبالفم المليان لكل سماسرة البترودولار هؤلاء أينما كانوا، شكر الله سعيكم ورقصكم، فنحن الشعب اليمني وبعد أن عجنا دماء أطهر مجاهدينا وخبزنا أشلاء أطفالنا بتراب الأرض اليمنية وشربنا من قهر عجائزنا وحزن نسائنا ودموع بناتنا، إننا الوحيدون الذين نعرف جيدا كيف ننهي الحروب وكيف ننهي من يحاربنا ويعتدي علينا، ونعرف جيدا أن الحروب التي تبدأ بتصريح صحفي لشاذ من واشنطن لا تنتهي بمقابلة تلفزيونية لـ»عنزة طائرة» من الرياض، وأن الأوطان لا تتحرر بمديح لقيط للأصالة في مقابلة متلفزة، وأدام الله لنا وللعروبة وللإسلام وللإنسانية هويتنا الإيمانية وقيادتنا اليمنية ومجاهدي جيشنا وصواريخنا الباليستية وطائراتنا المُسيرة.

أترك تعليقاً

التعليقات