هزيمة موجعة لتحالف العالم المجرم
 

عبدالفتاح حيدرة

عبدالفتاح حيدرة / لا ميديا -
عبر التاريخ، الدم يتغلب على السيف دوما، وإرادة الشعوب الحرة قادرة على هزيمة الطغيان المسلح مهما كانت قوته وكيده وبطشه. قبل أسبوع كتبت مقالا، فحواه الدعوة لإفشال سياسة بريطانيا مهما كانت وأيا كانت، لأن النتيجة هي فشل كل تحركات أدواتها في المنطقة، فلو لم يكن للمجتمع الدولي الاستعماري الفاسد المنافق إلا "مأرب" في اليمن، لما صرخت الدبلوماسية البريطانية بكل تلك الوقاحة خوفا من "سقوط مأرب"، فبريطانيا ومجتمعها الدولي ومبعوثها الأممي، قالوها صراحة إنهم لم ولن يسمحوا بتحرير مأرب، والمعنى هنا لن نسمح لكم يا يمنيين أن تسيطروا على الساحل الغربي وتحرروا باب المندب والمخا وجزيرة ميون، ولن نسمح بإفشالكم مخطط الأقاليم الذي يسمح بوجود أدوات الخيانة والعمالة التي تعمل لبريطانيا وأمريكا و"إسرائيل".
إن "سقوط مأرب" يمثل هزيمة فارقة وموجعة لتحالف العالم المجرم كله عموماً وبريطانيا خصوصاً، صحيح أن بعض التفاصيل قد تربك الواحد منا، فنجد أننا نتوه أحيانا بين تفاسير أسرار تحرك "عمالقة داعش" من الساحل ودعم "حراس جمهورية" طارق عفاش لإسناد مأرب تارة، وبين حركات "الانتقاليين" في جبهة الضالع، وبين تصريحات خوف وتهديد البريطانيين والأمريكيين والسعوديين والإماراتيين وتنظيم "القاعدة" والإرهابيين والتكفيريين والوهابيين والانفصاليين وغيرهم من التافهين المنافقين الانتهازيين المجرمين المعادين للشعب اليمني، لكن عند البحث عن جوهر الحقيقة سوف نكتشف أنهم جميعا تابعون لجهة معروفة للجميع، تقوم بتشغيلهم وتوجيههم وتمويلهم، وهي "إسرائيل".
نحن كيمنيين أصحاب مشروع، ومن يعادينا أصحاب ثأر غير مشروع، ومن أبجديات العمل السياسي والشعبي والإعلامي اليوم دعما وإسنادا ومساعدة للجيش واللجان الشعبية في تحرير مأرب وكافة الأراضي اليمنية، وأن التصدي لأي موقف أو مشكلة تديرها المطابخ البريطانية هو أن نبدأ بدراستها بشكل موضوعي، نحلل عناصرها ونكتشف التناقضات، ونحدد العوامل الرئيسية والثانوية، ونربط بين التفاصيل، ونبحث عن العلاقات المباشرة وغير المباشرة بين الأسباب والنتائج، ومن ثم نحدد طبيعة الأطراف الضالعة فيها، ونصنفها بين أصدقاء وحلفاء وخصوم وأعداء، وننتقل بعد ذلك إلى تحديد الأساليب الملائمة لمواجهتهم، والأساليب المناسبة لذلك، وفي النهاية نضع خطة استراتيجية وبرامج عمل تكتيكية ترفع الشعارات الموجزة والمركزة كثيفة المعنى والدلالة والتي تعبر بدقة عن مهام مرحلة التحرر والاستقلال اليمني التام.

أترك تعليقاً

التعليقات