عبدالفتاح حيدرة

عبدالفتاح حيدرة / لا ميديا -

لا ينمو الفشل والفساد والهزيمة إلا في بيئة متهادنة ومتعاونة معه، إن لم يكن بالاستجابة له، فعلى الأقل بعدم مقاومته، وهذا ما يجعلنا لا نفهم الدروس، ونعيش على منهج وثقافة المجتمع الفاسد بامتياز، ولا عزاء للشرفاء هنا. لذلك أكثر ما أحبه هو متابعة ما يكتبه وما يقوله أنصاف المثقفين والسياسيين والرجولة من الحداثيين اليساريين والليبراليين المؤتمريين والإصلاحيين، وخاصة عندما يغيرون مناهجهم ونهجهم في شتم وسب وتشويه وتحقير حركة أنصار الله أمام المواطن اليمني.
كل هذا حتى يثبت في عقل المواطن اليمني درس واحد فقط، وهو أن تاريخ أنصار الله كله فساد وفشل وهزائم، بل وفوق هذا كله وبسبب عدم اكتمال النمو العقلي والوطني والثقافي والسياسي والأخلاقي نتيجة كثافة انعدام الشرف والكرامة والنزاهة عند أنصاف الرجال والسياسة والدين والثقافة والوطنية، هؤلاء تجدهم يخاطبون العقل اليمني ويحذرون المواطن اليمني ويوجهون كلامهم لليمن أرضا وإنسانا، ولا ينسون أن يخرجوا أنصار الله من يمنيتهم وهويتهم اليمنية وتاريخهم اليمني ويصفونهم بأنهم مجوس إيرانيون...
ورغم ذلك، لنترك موضوعي الفشل والفساد، ونتحدث عن الهزيمة فقط، ونطلب من كل أنصاف العقول هؤلاء أن يأتوا لنا باسم يمني أو عربي أو مسلم واحد حقق أي انتصار عسكري حقيقي في آخر 50 سنة، بمن فيهم أي مناضل من المنظومة الاشتراكية التي يمجدها اليساريون، أو من الأسرة العفاشية التي يمجدها المؤتمريون، أو حتى من الخلافة العثمانية التي يمجدها الإصلاحيون، طبعا من غير ذكر ثورة الورتلاني في 48م وحرب تصفيات الرفاق في 86م وحرب الانفصال في صيف 94م، لأن العمليات المرتبة صهيونيا وغربيا وأمريكيا هذه، وغير الكاملة حتى عسكريا، عيب أن نعيش في ظل أوهامها بعد 50 سنة.
باختصار، إذا كان خطأ حركة أنصار الله أنها تحاول الانتصار والتمرد على وضع الضعف والتبعية الموروثة من هذه العقول غير المكتملة، فقام العالم كله يضربها ويحاربها حتى ترجع لحجمها، وتعيش عيشة أهل الذل والارتهان كمن سبقها، حتى لو قلنا مثلا أو ربما تكون حركة أنصار الله أخطأت التقدير رغم نبل الطموح وطهارة الموقف وعظمة التضحيات، فهذا لا يجعلهم رمزا للفساد أو الهزيمة أو الفشل، مثل هزيمة الاشتراكي وفساد المؤتمر وفشل الإصلاح، بل إن كل ما يقال أو سوف يقال ضد أنصار الله تحديدا، لا يثبت غير استمرار صدق وقوة وهيبة وثبات مشروعهم، مشروعهم الذي حتى الطلقاء ممن كانوا خصومهم وأعداءهم، وبعد أن أصبح أغلب هؤلاء حلفاء وأصدقاء وشركاء لأنصار الله في حكومة صنعاء، باتوا يستغلون اسم وانتصارات وتضحيات وبطولات ومواقف وشعار حركة أنصار الله في أوقات تعيينهم وأزماتهم وفضائحهم وفسادهم وفشلهم وهزائمهم.

أترك تعليقاً

التعليقات