عبدالفتاح حيدرة

عبدالفتاح حيدرة / لا ميديا -
استكمل السيد القائد، في محاضرته الرمضانية الثانية عشرة، حديثه في آيات من سورة الأنعام، موضحا مبدأ توحيد الله سبحانه وتعالى، وشرح خطر الشرك في سياق شقه الاعتقادي وشقه العملي، وهنا يتضح لنا مبدأ توحيد الله عز وجل، وهو مبدأ عظيم وأثره عظيم في نفسياتنا، وهذا المبدأ نحن بحاجته في حياتنا كلها، وتتلخص مشكلة أمتنا في ما هم معرضون عنه من كتاب الله ونيل ثمرة الإيمان ومبدأ التوحيد وإقامة القسط والألفة والجهاد... إلخ. ويأتي هذا النقص نتيجة المخاوف والرهبة من الآخرين، بينما نجد القرآن يعالج أزمة ثقة الأمة الإسلامية في ترسيخ مبدأ توحيد الله، ويكشف ويعري من يحاولون إعطاء أنفسهم حق التشريع بدلا من الله، وهذه إساءة كبيرة لله سبحانه وتعالى.
من أخطر وسائل الشرك العملي في مخالفة مبدأ توحيد الله، هي علاقتنا مع الناس، أي ألا يصل حب أحد من الناس -بأي صفة- فوق حب الله وطاعة الله، وهذا انحراف كبير، والخلل الكبير هو أن المسألة هنا مسألة اتباع، وهذا شرك عملي خطير جدا، وهذا يمثل ضربة قاضية للسير في الطريق المستقيم، ومن المهم لكل إنسان أن يتحرى ماذا يتبع ومن يتبع، وأن يكون الاتباع منضبطاً وفق الوجهة الإيمانية لله، والتشريع خاص بالله تعالى ولا يجوز أن نقر بالتشريع لأحد، لأنه حق يتعلق بالربوبية، لذلك لا يحتاج أن نأخذ من الغرب، لذلك يجب أن تضبط الأمة نفسها وبجدية لاتباع شرائع الله، وهذا ليس تخلفا، فتعليمات الله هي الحق وهي التي تحقق لنا الانسجام في مختلف جوانب حياتنا.
من أخطر وسائل الشرك اتخاذ علماء السوء والعباد المنحرفين بصفتهم علماء دين ولكنهم من ذوي الأهواء والانحراف، وهم يصدون عن سبيل الله، ونحن نلحظ في زمننا هذا علماء السوء الذين منهم من يروج للتطبيع مع "إسرائيل" والعمالة لأمريكا و"إسرائيل"، ويساندونهم ويدعمونهم بالفتاوى، وهذا انحراف خطير جدا عن منهج الإسلام وفي نفس الوقت مصادرة لحقوق الأمة، لأنهم يمكنون أعداءها منها، والبعض يتجه لتجميد الأمة عن التصدي لأعدائها، وهذا إلغاء للجهاد الذي يعز الله به الأمة، والله سبحانه وتعالى هو الكبير والعزيز، والجهاد يحافظ على قيم وأخلاق وثروات وأوطان الأمة، ومن يسعى لتعطيل وتسكين هذا الفرض العظيم، فهو من الأحبار الذين يصدون عن سبيل الله، والاستماع لهؤلاء الذين يجمدون تشريعات القرآن الكريم فهذا هو الشرك العملي، والبعض يقدم فتاوى وتسهيلات ليحلوا ما حرم الله والداعمة للانحراف، والثمرة من مبدأ الإيمان التوحيدي لله أن الله هو أرحم الراحمين، وننشد له بالعبادة ونلتزم بطاعته ونتوكل عليه ونثق به.

أترك تعليقاً

التعليقات