مداميك العزة والنصر
 

عبدالفتاح حيدرة

عبدالفتاح حيدرة / لا ميديا -

الأزمات تظهر معدن هوية الشعب اليمني الإيمانية، وكم أنا فخور بهويتي اليمنية الإيمانية اليوم، على الرغم من أن مناقشة قضايا الهوية الإيمانية بمضمون قيمها اليمنية أصبحت مسألة شديدة الحساسية عند البعض، خاصة عند الشلل المنغلقة والمتخلفة، لذا تجد البعض يتجنب الإدلاء برأيه فيها خوفا من الهجوم، بينما تجد البعض الآخر يتعاطى مع مثل هذه القضايا وليس لديه ما يقدمه، ولكن لإظهار البطولة لا أكثر، وبصمت يعلق القليل ممن لديه ما يقوله وبجرأة، أمام من لا يملكون سوى النظر فقط.
تابعوا المواقع الافتراضية وسوف تجدون أن أكثر من 90٪ من تغريدات التويتر أو منشورات الفيسبوك طلقات رصاص زائفة للفت النظر والإعجاب فقط، لا تنطلق من حقائق ولا تبغي أهدافاً، وتساعد الخصوم والأعداء في عمليات الإلهاء، وتناسياً تاماً لبطولات وصعود ورفعة وعظمة ما تقوم به الهوية الإيمانية اليمنية من تغيير في وجه الخارطة العالمية، معتقدين أن الهوية الإيمانية والعودة إلى الله ليست سوى في الصوم والصلاة والتضرع لله سبحانه وتعالى، بينما ما تضيفه الهوية الإيمانية لكل يمني غير الالتزام التقليدي فقط، بل في مواجهة الاستكبار والفساد والاستبداد، والخروج من فخ التبعية والارتهان للعالم الرأسمالي الأمريكي والصهيوني.
إن من يحمل الهوية الإيمانية اليوم يعلم أن المسلم الملتزم الذي يؤدي الصلوات الخمس يوميا يقرأ هذه الآية الكريمة (اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ) في سورة الفاتحة 17 مرة، ناهيكم عن النوافل، ففي كل وقوف يقرؤها مرة. (اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ) هذه الدعوة الملزمة لوحدها تعني أن الإنسان دائما مشكوك في كونه على الطريق الصحيح، مما يستوجب منه أن يراجع نفسه باستمرار، وأن يضع احتمال الخطأ على الدوام، فهذه الآية -حسب فهمي لها- تعلمنا أن نتواضع كأصحاب هوية إيمانية يمنية لنشر ونقل الوعي بهدى الله بسلوكنا وتصرفاتنا المنبثقة من قيم كتاب الله، لا أن ننصب أنفسنا قيمين على ضمائر الخلق.
الهوية اليمنية الإيمانية اليوم أصبحت توجه رسالة واضحة لكل الأطراف اليمنية التي تخلت عنها، وفقدت الثقة فيها، بأنها لازم ولا بد أن تعيد النظر في يمنها الإيماني، لأن الحل في النهاية لن يقدم إلا بمعايير وقيم ووعي ومشروع الهوية الإيمانية اليمنية، والأطراف التي ليس لديها إيمان باليمن لا بد أن تعرف أن اليمن ليس متعارضاً مع الإيمان، وأن فيه يمنيين من مختلف مناطق اليمن عظماء ومؤمنين، وهذا لم يعق أي أحد منهم عن الوصول لمواقف يمنية إيمانية عظيمة، وفيه يمنيين أحرار وشرفاء وكتاب وعسكريين وأمنيين عظماء ومؤمنين.. 
الخلاصة أنه لا يوجد تعارض بين اليمن والإيمان، ومن يحاول أن يفرز اليمن عن الإيمان أو الإيمان عن اليمن فقد كذب على رسول الله خير البشرية صلى الله عليه وسلم وعلى آله، القائل: "الإيمان يمان والحكمة يمانية"، وسوف تنتصر الهوية اليمنية الإيمانية عليه، وببروز وظهور عظمة وانتصار وعزة هذه الهوية سوف يسقط كل الأطراف وكل الشلل الذين يريدون أن يأخذوا كل يمني وكل مؤمن إلى مناطقهم الخاصة وينزلوا فيه ضرباً إلى أن ينسى اسمه وهويته وإيمانه ويمنيته!

أترك تعليقاً

التعليقات