مقاومة العبث بعبث أكبر!
 

عبدالفتاح حيدرة

عبدالفتاح حيدرة / لا ميديا -
في اللعبة السياسية والعسكرية والاقتصادية والفكرية والعقلية يفترض أن ما يحدث اليوم للسعودية من قصف يومي لكافة منشآتها وعلى كافة أراضيها، درس عملي وعلى أرض الواقع لكافة مليشيات الارتزاق الإصلاحية في مأرب وتعز، وقوات الخيانة العفاشية في الساحل الغربي، ولفيف العمالة الانتقالية في المحافظات الجنوبية، ألا يدرك هؤلاء الأغبياء التافهون أن العبث الذي مارسته السعودية والإمارات على مدى 6 أعوام في اليمن من حرب وقتل وعدوان وغزو وحصار، لم يكن يتطلب لينتهي سوى عبث أكبر، وها قد جاء لهم العبث الأكبر، ويتلقوه يوميا بكل ذل وعار وهزيمة من القوة الصاروخية والطيران المسير اليمني.
يا أبناء المحافظات المحتلة ها أنتم تشاهدون العار والذل والهزيمة اليوم في عقر دار السعودية والإمارات، عار وذل وهزيمة طبعته أرضية بيادة المقاتل اليمني في وجه كافة دول تحالف العدوان على اليمن، وهذا هو الجزاء والعقاب العادل الذي يستحقه عبث العدوان السعودي، عبث قام به كل من يملك كل شيء وحاول مواجهة من لا يملك شيئاً ولن يخسر شيئاً، وإذا كان هذا عقاب وجزاء مشغلي مليشيات حزب الإصلاح (الإخوان المسلمين) في محافظتي تعز ومأرب، وداعمي قوات عمالقة الخيانة في الساحل الغربي، وممولي أحزمة العمالة في المحافظات الجنوبية، ألا تدرك أحذية الارتزاق والخيانة والعمالة أن عبثهم يتطلب عبثاً أكبر، ليس بالصواريخ والطيران المسير، بل بأقدام وكفوف الشعب اليمني كله..!
لهذا وقبل فوات الأوان، وهنا أخاطب كافة فئات المجتمع اليمني في المحافظات المحتلة التي تديرها سلطات الارتزاق في مأرب وتعز وقوات الخيانة في الساحل الغربي وسلطة العمالة في المحافظات الجنوبية، وأقول لهم إن مشكلة تحالف دول العدوان والحصار مع صنعاء لم تكن يوما ما في امتلاك القوة، بل في قوة وعزة وكرامة وحكمة وإيمان إرادة الهوية اليمنية، وأقول لكم هذا وأنتم تشاهدون العار والذل وتسمعون عويل وتوسل ممولي سلطات الارتزاق والخيانة والعمالة، وأنتم كأطراف من وإلى المجتمع اليمني، أنتم أصحاب المصلحة الحقيقية في التغيير الجذري للسياسات والتوجهات والولاءات والانتماءات لهذه السلطات، أعيدوا التفكير في كيفية وإمكانية الخروج من العبث والكارثة التي تمس دينكم ووطنكم وكرامتكم وشرفكم، والتي قد تتفاقم آثارها في الأيام والأسابيع والشهور القليلة المقبلة.
أقول لكم ناصحا وبكل صدق وأمانة إن إعادة التفكير بلا عمل يقتل الأمل، وعلى أحد ما من هذه المجتمعات تقديم مبادرة مقاومة ذات هوية يمنية عملية وإيجابية ضد سلطات الارتزاق والخيانة والعمالة، وعلى الجميع التعاطي الفاعل مع هذه المبادرة وتنقيحها وتطويرها، وعلى الجماهير اليمنية الواعية في كافة المحافظات اليمنية الاستجابة قبل فوات الأوان، أما الوقوف مع العبث وعدم تحرك مجتمعات المحافظات المحتلة نفسها، وهي المتهمة منذ 6 أعوام بالتخاذل والخيانة والعمالة والارتزاق والتبعية والارتهان والانتهازية السياسية والمناطقية والمذهبية، فإن عدم تفاعلها للدفاع عن نفسها وشرفها وكرامتها من عبث قوى العدوان والحصار وسلطات الارتزاق والخيانة والعمالة في مناطقهم ومحافظاتهم هو اعتراف ضمني منهم بصحة تلك الاتهامات التي بالتأكيد سوف تحتاج لعبث أكبر لتحريرها والقضاء عليها.

أترك تعليقاً

التعليقات