عبدالفتاح حيدرة

عبدالفتاح حيدرة / لا ميديا -

كل شرائع السماء وكل أعراف الأرض تقول بأن الحرب بين حقين لا تكون، وبين حق وباطل لا تطول، وبين باطلين لا تنتهي، هناك من يعتقد أن الحرب والعدوان والغزو والاحتلال على اليمن، حرب بين باطلين، ولهذا سوف تستمر كثيراً، وهناك من يقول إن الحرب على اليمن هي حرب بين حقين، حق انقلابي يرفض الوصاية والتبعية، وحق شرعية العملاء والخونة، وهناك من يقول إنها حرب بين حق وباطل، حق المعتدي والمحتل والغازي، وباطل من يدافع عن شرف وكرامة وعرض وأرض بلده وشعبه ودينه، وهناك من يقول إنها حرب بين باطلين، باطل العدوان والغزو والاحتلال والارتزاق، وباطل رفض التبعية والارتهان والدفاع عن النفس والسيادة والاستقلال والحرية.. 
هنا أليس الحق واضحاً والباطل واضحاً؟ من هو صاحب الحق؟ هل هو من يعتدي ويغزو ويحتل بلدك ويقتل ويجوع ويحاصر شعبك، أم من يدافع ويحارب ويضحي ويموت من أجل شرفك وكرامتك وعرضك وأرضك؟ وهل صاحب الباطل من يريدك أن تكون ذليلاً خانعاً مسلوب الهوية والقرار، أم من يرفض التبعية والارتهان مضحياً بأنبل وأشرف وأطهر شبابه ورجاله؟ الحق هنا واضح والباطل واضح، ولا يحتاج منا إلى تفسيرات وتحليلات، وإعمال العقل والضمير والقيم والمشروع، فـ4 أعوام من العدوان والاحتلال والغزو لليمن والخيانة والعمالة والارتزاق، يقابلها 4 أعوام من الثبات والصمود والتحدي والصبر والجوع والبطولة والتضحية، الحق مع من لا يملك أي شيء وينتصر ويثبت ويصمد ويضحي، والباطل مع من يملك كل شيء وينهزم ويندحر ويذل وهو يقاتل بمرتزقة كل أهل الأرض.. 
الحق لا يدافع عنه المرتزق، ولا يحارب أحد مع الحق من أجل المال، إن أخلاق المرتزق لا تسمح له أبداً إلا أن يقاتل ويحارب مع الباطل، ومن أجل المال، لذلك يسمى مرتزقاً، أما من يدافع عن الحق فهو كل حر وشريف وصادق ومؤمن، ينبري للدفاع عن الحق، ويتطوع ويبذل نفسه وماله من أجل انتصار الحق، من يدافع عن الحق لديه قضية عادلة، قضية تمنحه الوعي بهدى الله، ولديه قيم كرامة وشرف، ولديه مشروع حرية واستقلال، أما من يدافع عن الباطل فإنه بدون قضية، ولا يهمه سوى أن تتحقق مصالحه، وأن يحصل على مال أو منصب أو جاه.. 
من يدافع عن الحق، إنما يدافع عن سنن الله في التغيير بهذا الكون، ومن يدافع عن الله وسنن الله، لديه الوعي الكامل بهدى الله ليستحق أن يكون من جند الله، ولديه القيم الكاملة التي حددها له كتاب الله، ولديه الإلمام التام بمشروع عدالة قضيته وتضحيته وبطولته واستحقاقه للنصر من عند الله، ومن يريد أن يطبق قوانين هذه الوعود بالنصر كما قال عز من قائل: "وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ"، وقال جل وعلا: "إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ"، وقال سبحانه: "إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ"..
يتطلب الانتصار للحق، والحق هو الله سبحانه وتعالى، شرطين هما؛ الإيمان والإعداد، فإذا لم تكن مؤمناً بالله فإن الأمر بالنسبة لك أن هناك طرفين يتحاربان ويقتتلان، فالأقوى منهما هو المنتصر، يكون المنتصر في وعيك هو الذي يملك سلاحاً متطوراً، ومن يملك طائرة تدمر هدفها من ارتفاع 7 كيلومترات، والآخر لا يملك سوى مدرعات قذائفها لا تصل إلى 3 كيلومترات، فبإمكان طائرة واحدة من طائرات الطرف الأول أن تدمر 100 دبابة، و100 مدرعة، هذا هو ما يسمى الانتصار عند البعض، ويعني إذا لم يكن هناك إيمان لدى أحد الطرفين فالمنتصر هو الأقوى، وصاحب السلاح الأقوى المتطور الفعال، صاحب التنظيم والإعداد والتدريب.. 
إذا كان الأمر على هذا المقياس كان يفترض أن تسحقنا دول العدوان (السعودية والإمارات وأمريكا وإسرائيل) منذ أول شهر لهذه الحرب، وليس أن نصمد ونثبت ونصنع صواريخ تدك الرياض، وننسف البارجات، وننتج طائرات مسيرة. إن الإيمان بالله والإعداد للعدو هما ما منح اليمنيين النصر، الإيمان والصبر والثبات والصمود، فالنصر من عند الله، ووحده المختص به، ليس من اختصاص أحد من البشر أو من الدول أو من الجيوش مهما بلغ من عدة وعتاد. إن من يمنح النصر هو الله وحده، ولا يستحقه إلا من ينتصر لربي، "وما النصر إلا من عند الله". لا أحد يملك أسباب النصر ولا يمنحه أحد غير الله، كل ما علينا هو أن نتسابق فقط لنكون أدوات ربي في هذا النصر..

أترك تعليقاً

التعليقات