لستُ قردا ولن أكون!
 

عبدالفتاح حيدرة

عبدالفتاح حيدرة / لا ميديا -
الانتهازي يشبه القرد في دوافعه وتصرفاته وسلوكه، لأن القرد يعد من أشهر الحيوانات شغفا وحبا للتسلق، فلا تجده يعرف غير الموز والشجرة، لهذا لا يمكن لأي قرد أن يفهم المدى الواسع لدوافع وعي ومعرفة ومشاعر قيمة الإنسان، ففي هذه الأيام ومن منطلق ودوافع القرود نجد أن البعض ارتكزوا على انطلاق تسلقهم وانتهازيتهم ومناصبهم وعملهم وترزقهم وشخيطهم ونخيطهم ودعسهم للناس، من منبر أنهم يخوضون معك معارك وهمية، ويحسبون لأنفسهم انتصارات وهزائم، وأنت لا تعلم عنها شيئاً.
من الأمور المضحكة التي أصبحت ألمس عناها وأرى قذاها بشكل كبير مؤخرا، هي ارتفاع حدة الأحقاد في صراعات غير مُنتجة إطلاقا، خصوصا وأن اعتماد هذه الصراعات ومسبباتها شبه الكاملة مبنية على الأوهام الذاتية، فمن هذه الأمور تجد سلوك بعض القرود التي تخوض معارك ضدك في ذهنها، تربطك مع أطراف ثانية، وتحسب لنفسها انتصارات أمام نفسها وضمن مجموعتها وشلتها ومشغليها، بينما معاركك ومعارك الأطراف الثانية التي أنت محسوب عليها في نظرهم، بعيدة عنهم أصلا، ومشغولة بمعارك أكبر وأعظم وأوسع وأشمل مع الله والوطن، ولم ولن ولا يدخلون معارك مع قرود الموز ولا يعتبرون معارك هذه القرود جدية حتى ولو كانت كمعارك امتداد لمشغليهم في المستوى الأدنى.
طبعا في معارك القيمة التي ليست مطروحة أصلا عند أصحابنا للتقييم والمعرفة بتضحيات وجهود ومواقف ووعي وحاجات الناس، نجد أن الناس التي تحسب لنفسها قيمة عند الله بعيدا عن أي دليل أو أساس أو اختبار حقيقي لحقيقة القيمة هذه، ومصداقية معيارها نفسه ولو لمجرد الراحة الذاتية من باب أن العمل والجهد لوجه الله، لا يملكون أي رصيد له قيمة تقدير واحترام عند أصحابنا، وفي الوقت نفسه نجد أصحابنا يضعون القيمة التراتبية والتراكمية وبشكل مضاعف لكل ضجيج القرود وقهقهتها، على أساس أنهم أحسن المقهقهين، وأن نشاطهم في أكل الموز وأصواتهم أثناء التسلق فيها العافية والصحة، بخاصة أن معايير تلك القيمة توصل لأصحابنا وتأتي معمدة بتعريف وتقديم وإشادة وضمانة المجموعة والشلة لبعضها البعض، ومن منطلق خذوهم بأصوات القهقهة وإشادة أمير الشلة ليغلبوكم، والله إنهم قد غلبونا فعلا.

أترك تعليقاً

التعليقات