المولد النبوي بين الأمس واليوم
- عبدالفتاح حيدرة الجمعة , 15 أكـتـوبـر , 2021 الساعة 8:52:02 PM
- 0 تعليقات
عبدالفتاح حيدرة / لا ميديا -
7 أعوام من العدوان والحصار على اليمن أرضا وإنسانا، وكل يوم يمر على الشعب اليمني العظيم وهو صامد ومتحدٍّ وثابت أمام هذا العدوان والحصار، بات يترسخ لدى كل مواطن يمني أن ثورة 21 أيلول/ سبتمبر الرافضة للتبعية والارتهان هي ثورة تحرر واستقلال وحرية وعزة وكرامة، ثورة وجود وتطور وحق وخير وصلاح، وسط محيط إقليمي وعربي وإسلامي وعالمي يعيش بين فكي التابع والمتبوع، ورفض الشعب اليمني لهذه السياسة الصهيونية يتطلب منه الصمود والتحدي والثبات متمسكا بمواقف ومبادئ وقيم وعادات وتقاليد وأنشطة وفعاليات خاصة به وحده تجعله متمايزاً تماما عن باقي شعوب العالم كله، تمايزاً يعري التابع ويكشف المتبوع معا، لهذا يتمايز الشعب اليمني بكل صدق وأمانة وفخر واعتزاز باحتفالاته السنوية بالمولد النبوي الشريف.
من يحاول اليوم تسييس الاحتفالات الشعبية اليمنية بالمولد النبوي الشريف أو مذهبتها، سوف يجد نفسه عاما بعد عام عاريا وذليلا أمام الله وخلقه ...
وهو يحاول تأكيد أنه كان جاهلا أو أنه كان غبيا أو الاثنين معا، لأن الاحتفالات الشعبية اليمنية بمولد خير البشرية ما هو إلا امتداد للثورة المحمدية الأولى، الثورة المحمدية على شياطين الجن والإنس، هذه الثورة التي بدأت في يوم الثاني عشر من ربيع الأول، الثورة التي بدأت بإغلاق الله سبحانه وتعالى السماء على الشياطين، ومنعهم من استراق السمع، الثورة المحمدية التي كان الأنصار اليمنيون من قبيلتي الأوس والخزرج ينتظرونها ليناصروها وينصروها وينتصروا بها ولها ومعها، ومن مدينة الأنصار انطلقت الثورة المحمدية ضد الاستبداد والاستعباد والجهل والكفر والشرك والطغيان والتبعية والارتهان وبتعاليم ونهج قيم وأخلاق كتاب الله ونبي الله أسقطت كل إمبراطوريات الإنس في العالم خلال 40 عاما..
إن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف في اليمن هو امتداد يجمع أنصار الأمس بأنصار اليوم، ويعلمنا نحن اليمنيين كيف أننا نتمايز بالتناقضات الرئيسية، وخاصة أن طواغيت العالم اليوم لديهم كل التناقضات رئيسية، واستعدادات شعبنا اليمني للاحتفال بمولد نبينا ورسولنا عليه أفضل الصلاة والسلام وعلى آله، يمنحنا تلك الحلول العاجلة والعادلة التي تزيل وتلغي وتفشل مؤامرات شياطين الصهيونية على الهوية الإيمانية اليمنية والعربية والإسلامية وتخريبها وإفسادها، بهدف القضاء على روح المقاومة، وكلما تصاعدت احتفالات شعبنا اليمني بأكثر استعدادا وأكثر حضورا في ذكرى المولد النبوي الشريف كل عام، تصاعدت روح الصمود والنضال والجهاد في عقول وقلوب وضمائر شعوب الأمة، وانطلقت معنا للدفاع عن مستقبل وكرامة وشرف أمة محمد عليه الصلاة والسلام وعلى آله.
نعم، يتمايز شعبنا اليمني بالاحتفال بمولد خير البشر عليه الصلاة والسلام وعلى آله، لأن الأمة العربية والإسلامية اليوم أمة محتلة احتلالا مباشرا وغير مباشر، وأغلب شعوب أمة النبي محمد عليه أفضل الصلاة والسلام وعلى آله فاقدة القدرة على التطور، لأنها فاقدة النموذج المحمدي للحرية والاستقلال، ومشغولة دوما بمحاولة حل قضايا الحرية والعدالة والمساواة والوحدة واسترداد فلسطين على أفكار أمريكا و»إسرائيل»، متناسية الثورة الرئيسية، الثورة المحمدية التي تشكل حقنا كلنا كعرب ومسلمين في الوجود، حق الأمة كلها في الحرية والتطور، وليس من حق أحد أو طائفة أو دولة أو كل دول العالم أن تلومنا أو تمنعنا أو تعوق احتفالاتنا بمولد نبينا أو تحركنا ونضالنا من أجل الحرية والاستقلال، وليس من حق إدارة «الفيس بوك» أن تفرض علينا أن تقايضنا بين حقنا في الاحتفال بالمولد النبوي الشريف وبين حقنا في التعبير، محمد حقنا ونبينا، واحتفالاتنا بمولده الشريف ليست قابلة للتنازل أو للنقاش مع أي تابع أو متبوع.
المصدر عبدالفتاح حيدرة
زيارة جميع مقالات: عبدالفتاح حيدرة