يحبّون الوطن ويسخرون من الولاية
 

أحلام عبدالكافي

جميلٌ أن تكون سياسياً محنكاً ومثقفاً بارعاً... وجميل أنّك تحب الوطن، وجميلٌ أيضاً أنّك تناهض العدوان، والأجمل من هذا وذاك أنك تدرك كل مخططات العدو التي تحاك للنّيل من هذه الأمة العربية الإسلامية.. بالفعل جميلٌ جداً لكن!
لكن ما قيمة ما تمتلكه؟ وما فائدة ما تحمله وأنت قد أصبحت تتذاكى حتى على كلام الله..؟!
إنّه عندما يقول الرسول الأعظم: (اللهم من كنت مولاه فهذا عليٌّ مولاه)، هذه العبارة الصحيحة الواضحة المتواترة في كل المراجع الإسلامية، تجعلك ملزماً أمام الله وأمام نفسك بأن تقول في كل زمانٍ ومكان (اللهم إنّي أشهد أن علياً وليُّ الله).. أمّا إذا أبيت ورأيت نفسك أنّك أرفع وأعلى من أن تقرَّ بحديث الولاية، وسخرت من هذا الموضوع، ووجدته متخلفاً ورجعياً، وأن أربابه أناسٌ ذوو عقلية ناقصة، فهذا معناه أنّك تظن أن علمك أيها المتذاكي قد تجاوز علم الله سبحانه وتعالى، وكأنك تقول على الله إن علمه ناقصٌ وقاصر، وهذا هو مكنون من خالف مقولة النبي سواء أكان صريحاً بقولها أو متخفياً وراء أكاذيب أخرى..
ثم تابع الرسول الأعظم حديثه الأغر في منطقة (غدير خم): (اللهم انصر من نصره وعادِ من عاداه).. ثم يأتي من يتفلسف قائلاً ما أهمية (ولاية علي)؟ متناسياً أو متغافلاً أن من دعا له الرسول الأعظم ورفع يديه للسماء من أجله، إنّما هو شخصٌ عظيم، وأن المقام والحدث ذاته مهم لأمة محمد، لذلك جعل فضل دعوته مباركاً لكل الأجيال وفي كل الأزمان، فكأنّما جُعل هذا الحديث وعداً تعهّد الرسول بتطبيقه لكل من أراد النصرة في دنياه، أن يكون معقوداً ذلك التوفيق والتأييد بموالاته للإمام علي عليه السلام، أي أن الله ورسوله وولاية الإمام علي في كفة النصر، وأن من خالفهم في كفّة الهزيمة والخسران.. هي هكذا، ولا تفسير لها غير ذلك، فماذا أنتم فاعلون؟!
ثم يزداد البعض تذاكياً ومزايدةً على كلام الله في توجيهه هذا، بقوله ما هي الحكمة إذن في هذا؟ أقول له هنا مربط الفرس، وهنا (حط الجمال)، وهذا هو سر الصراع القائم منذ مقتل الإمام علي وحتى يومنا هذا، وهذا هو الموضوع الجلل الذي لايهم فئة دون فئة، ولا يجوز أن يخالفه كل من قال أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وهذا عمق ما أدركه أعداء الله، فسخروا شياطين الإنس بكل ما أوتوا من قوة، لمحاربة (شيعة الإمام علي) بتقول الأقاويل ضدهم وحملات التشويه ضدهم، بل إصدار الفتاوى بحقهم، واستباحة قتلهم وهتك عرضهم، محاولة منهم لوأد الحقيقة وتغييبها، لتظل هذه الأمة غارقة في براثن تزييفهم..

أترك تعليقاً

التعليقات