اليقين سلاح المؤمن
 

أحلام عبدالكافي

اليقين هو القناعة التامة التي لا تقبل الاهتزاز أو التخلخل مهما تغيرت الأحداث، ومهما كانت التحديات، ومهما كانت الشائعات.. وهو المرحلة التي إذا ما استقرت في النفوس والقلوب والعقول كانت هي الدافع الكبير والحافز القوي للمضي بتلك الثوابت التي عززها اليقين، والتي لا يمكن أن تتخلى عنها، ولا أن تحيد عن الدفاع عن مبادئها، ولو اجتمع كل من في الأرض ليثنوك عنها لما استطاعوا.
أية مرحلة قد وصل إليها اليقين في قلبك؟ بل أي مستقر قد توطنت تلك المفاهيم العظيمة وتلك الأسس الربانية في وجدانك، وانعكست دلالاتها في واقع حياتك؟ هل وصلت لمرحلة الذوبان والتماهي مع شخصيتك؟ وهل جعلت منك كتلة متوقدة تسعى بكل الجهات من أجل نشرها وفي كل الجبهات للدفاع عنها؟
هل جعلك اليقين بما تحمله من قضية عادلة وبما سكن في جوارحك من حقيقة وصدق بأنك تدافع عن مفاهيم عادلة وصادرة من خالقك، أن تنطلق في ساحة الدفاع عنها، وأن تعمل جاهداً في سبيل نصرتها وفي سبيل التصدي لأعدائها بكل قوة وإخلاص؟
هل وصل اليقين إلى قلب كل يمني بأن قضية الدفاع عن الوطن هي قضية الحق ضد الباطل، وهي قضية الدفاع عن كل تلك المعاني السامية، وهي أيضاً قضية الدفاع عن تعاليم الله وتعاليم دينه، وهي قضية الدفاع عن المظلومية وعن الإنسانية، وأن من يحاول محاربتها هو ذاته من يحاول محاربة الله ومحاربة كل تلك المعاني الصادقة والمبادئ الربانية التي تحقق العدالة في هذا الوجود..؟
إذن، كيف نحن بذلك اليقين الذي ترسخ في كياننا..؟ كيف نحن بتلك القوة الربانية التي نستشعرها؟ وكيف نحن بذلك الدافع الذي يحركنا..؟ هل سنخاف أم سنتراجع أو نتهاون أو ننتكس، أم هل سنتوقف عند أقوال المرجفين أو المثبطين عندما يجد الشك إلى قلوبنا طريقاً ومنفذاً..؟ لا أبداً ما هكذا هو المؤمن الصريح، ولا هكذا هو اليقين الذي ينبغي أن نكون عليه في واقع حياتنا وفي منطلق معركتنا.. اليقين مرحلة تجعل منك صاروخاً يفتك بالأعداء، ولجاماً يخرس كل أصوات الخداع، وملاذاً لكل ضعيف ومستغيث، وجندياً لله ولداعي الحق مطيعاً ومنتصراً ومنطلقاً بكل عزة وبكل إباء.. ذلك هو اليقين الذي يجعل منك قوة مستمدة من قوة الله الذي سيقف بكل صمود في وجه كل الطغاة، بل هو من يجعلك تشعر بضعف العدو وبجبنه رغم قوته وعتاده، لأن يقينك هو الأقوى، وهو من سيجعلك المنتصر بإذن الله.

أترك تعليقاً

التعليقات