أين (الإنقاذ)؟
 

أحلام عبدالكافي

استبشر الشعب اليمني، قبل عام ونيف، بتشكيل حكومة الإنقاذ التي كان من المفترض أن يتحقق بموجب تشكيلها للوطن الكثير من المكاسب في سبيل التصدي للعدوان الغاشم والحصار.
المجلس السياسي الأعلى هو هيئة تنفيذية عليا تشكلت من قبل أنصار الله وحلفائهم ومن حزب المؤتمر وحلفائه، في صنعاء، يوم 28 يوليو 2016، وأصبح (صالح الصماد) رئيساً له في 6 أغسطس 2016، وتم تسليم السلطة للمجلس من اللجنة الثورية العليا رسمياً في القصر الجمهوري بصنعاء، يوم 15 أغسطس 2016م، وبدأ المجلس إصدار قراراته... وبحسب قرار رئيس المجلس السياسي الأعلى رقم 18 لسنة 2016م بشأن تكليف الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور، تشكلت حكومة إنقاذ وطني.
فرأينا خروج الجماهير الحاشدة المؤيدة للمجلس السياسي الأعلى إلى ساحة السبعين بصنعاء في 20 أغسطس 2016م، وما صدر عنها من قرارات، وأولها تشكيل حكومة.
فمن مصلحة من اليوم اللعب على آمال الشعب التي علقها على ذلك التلاحم السياسي؟
هناك حملة ومؤامرة تجلت بوضوح مؤخراً في تحركٍ بدا واضحاً صادر من بعض الأطراف المكونة للحكومة، لا يصب في خدمة الوطن ولا في نصرة مظلوميته، حين ظهر تعنت تلك الأطراف المحسوبة على أنها في أماكن صنع القرار، بمماطلات نسفت بها صموداً وتضحيات جسيمة لشعب بأكمله حين تحاول زرع المطبات السياسية والاقتصادية في طريق مسيرة شعب أبى إلا الحياة.
يجب على كل يمني أصيل أن يتنبه لهذه المؤامرة الخطيرة التي يحاول من في قلبه الخيانة للوطن أن يمكّن العدو من تحقيق ما لم يستطع تحقيقه بالطائرات والقصف والتفجيرات، من خلال سياسة افتعال الأزمات، وخصوصاً بعد تلك اللحمة الأسطورية التي رسمها اليمانيون صغيرهم وكبيرهم، رجالهم ونساؤهم، والتي جعلت العدو يخطط ليل نهار من أجل تمزيق الصف، ويضخ الأموال ويشتري الذمم والولاءات لشخصيات إعلامية وسياسية لنشر البؤس ومن ثم بث السموم والدعايات التي تصب لخدمته بالدرجة الأولى، وتسعى لإضعاف الجبهة الداخلية وجرها إلى مربع الشتات والتفرقة والتجويع والترويع، وصرفها عن العدوان وجرائمه التي تستهدف اليمن أرضاً وإنساناً لأكثر من 3 أعوام من العدوان.. بتلك الوحشية منقطعة النظير، والتي يعمد العدوان لإخفائها من خلال إدخال هذا الشعب في صراع مع حكومة فاشلة لم تستطع توفير لقمة العيش الكريم له..
على حكومة الإنقاذ أن تعي أنها إن لم تنقذ الشعب من الوقوع في براثن تواطؤ بعض من ينتسبون إليها، فإنها تسارع بنفسها نحو السقوط إلى الهاوية، بل إلى مزبلة التاريخ.
علينا أن نقف وقفة رجل واحد للتّصدي لكل من تسول له نفسه إماتة هذا الشعب جوعاً، وأن نكون أذكى وأوعى من كل مخططات العدو، وأن نغلب المصلحة الوطنية على المصالح الحزبية الضيقة، وأن نقول لكل من تسول له نفسه أن يبيع القضية اليمنية باسم الوطنية، كفى، فالشعب أوعى من كل مؤامراتكم، وألا ننجر وراءها، وأن نصحح مفاهيم كل من وقعوا في شراكها بدون وعي، وأن نواصل مشوار التصدي للعدو من خلال السلاح القوي والفعّال، والذي سنهزم به العدوان، وهو جمع الكلمة وتوحيد الصف ونبذ الخلافات والوعي الكامل بحقيقة أية حملة دعائية يشنها العدو ضد وحدة الوطن وأبنائه، ولنقل بصوتٍ عالٍ: الشعب لكم بالمرصاد يا أدوات العدوان.. عاش اليمن حرّاً أبيّاً واحداً. ولا نامت أعين الجبناء.

أترك تعليقاً

التعليقات