القوة الصـاروخية... إعجاز وإنجـاز
 

أحلام عبدالكافي

قف قليلاً واسأل نفسك: إذا كانت القوة الصاروخية حققت هذا الإعجاز الأسطوري في التصنيع في ظل هذا العدوان الكوني، وبأيادٍ يمنية خالصة، وهي الجبهة الأكثر استهدافاً ومحاصرة من قبل العدو، فمن باب أولى كيف من المفترض أن تكون عليه باقي الجبهات الأقدر فاعلية؟!
إن المتأمل لظروف العدوان، ولما تشهده اليمن على مدى عامين تقريباً، يجد أن العدو المتألف من أقوى وأعتى ترسانة حربية، قد عمد منذ اليوم الأول على إضعاف منظومة الدفاع الوطنية اليمنية رغم تواضعها، حيث استهدف كل ما يتعلق بالقوة العسكرية على كافة الأصعدة، حين استهدف الجيش والمعسكرات ومخازن الأسلحة والصواريخ الحرارية، بل منظومة الصواريخ بشكل عام في كل محافظات الجمهورية..
إن أية دولة تعرضت لهكذا عدوان استوفى كل الشروط التدميرية لهلاك شعب بأكمله، من الطبيعي والمنطقي أن تعلن هزيمتها، وأن ترفع الرايات البيضاء، لتجد نفسها بعد ذلك تحت وطأة الاحتلال والاستعمار، وهذا ما شهدته بلدان أخرى وقعت في ظروف مماثلة لما تعرضت له اليمن، بل إنها كانت تمتلك قوات عسكرية أكبر مما تمتلكه اليمن بكثير مثل العراق وليبيا، وبالرغم من أن ما تعرضت له اليمن من عدوان كان بحجم حرب كونية على دولة واحدة، لكن هذا غير وارد في اليمن.
نعم هذا غير وارد.. وهذا ما أثبته الواقع، فلقد حولت اليمن بكل فئاتها الشعبية والعسكرية والسياسية، وعلى مستوى القيادة بالمقام الأول، مظلوميتها إلى درب نجاة حين أدركت حقيقة القضية بكل وعي، وأدركت أيضاً خطر المؤامرة، فانطلقت متوكلة على الله أولاً، واثقة به، متسلحة بعزيمة إيمانية قوية جعلتها اليوم بهذا الشموخ، محققة كل هذا الانتصار، وقالبة الطاولة رأساً على عقب على رؤوس كل أولئك المعتدين، بالرغم من كل جحافلهم وعدتهم وعتادهم.
لقد كانت الجبهة الحربية هي من تصدرت الموقف عن جدارة واستحقاق كبيرين.. كيف لا وهي التي استطاعت بكل عظمة أن تتصدى لكل ذلك العدوان الكوني وكل تلك الجبهات المفتوحة داخلياً، بل جعلت الحرب مرتدة على العدو نفسه حين أصبحت المعارك اليوم في عقر دار العدو السعودي..
أما عن إنجازات القوة الصاروخية، فحدث ولا حرج.. فلو قلنا عنها إنها معجزة بحد ذاتها، فهذا قليل في حقها، ذلك أن براعة الاختراع والابتكار في ظل ظروف الحرب والحصار تعتبر فعلاً إعجازاً لا نظير له...
منظومة الصواريخ الباليستية التي يتطور مداها وتتطور قوة أدائها ومدى فاعلية تحقيقها لأهدافها وإصابتها بدقة عالية وبسرعة فائقة، تجعلنا نقف حائرين أمام تلك الإنجازات العظيمة التي حيرت قادة الشر، بل أرعبتهم، وجعلتهم أقزاماً أمام أنفسهم وأمام هذا العالم حين أخجلتهم وكشفت زيف منطقهم وكذب أحاديثهم عن انتصاراتهم الوهمية على شعب بهذه الإرادة وبهذه القوة التي تجعله أسطورة لا تقهر، وتجبر هذا العالم الصامت طويلاً لأن يقول لأرباب العدوان: أوقفوا عدوانكم على هذا الشعب العظيم، لأنه قد هزمكم شر هزيمة.

أترك تعليقاً

التعليقات