يا حسين العصر
 

أحلام عبدالكافي

يا سيدي فلتنمْ قرير العين مبتسماً
يا قائداً حزت إجلالاً وتبجيلا
أضحى الشعار الذي من وحيه صرخوا
سيفاً صقيلاً وتهديداً وتنكيلا
إنا مضينا فدرب العز منهجنا
ما خاب نهجٌ به نفني الأباطيلا
بشراك يا من بطيبٍ قد سموت بنا
تبقى ضياءً ونبراسًا وتفضيلا
يا حسين العصر..
فلتنَمْ يا نجمَ هذه الأُمَّــة قريرَ العين مبتسماً.. يا قائدَنا وموحِّدنا، نحن الحُـسَـيْـنيون من بعدك، ونحن الماضون في دربك.. ونحن الباذلون في سبيل نهجك القُــرْآني كُلّ غالٍ ونفيس، كيف لنا أن نضِلَّ بعد هديك لنا؟ وكيف لنا أن نتخاذل بعد أن رسمت لنا بدمائك الطاهرة منهاجَ العزة والكرامة، يا مَن بددت لنا بشعاع نورك كُلّ ظلمة، وأزلت بكلماتك كُلَّ غمة، وكشفت بنظراتك الإيمانية كُلّ خُدعة.. أنت اليوم يا سيدي أقوى ممَّن قتلك، وأنت يا قائدي أعتى ممن ظلمك وقهرك، وأنت مَن كُنتَ الأبقى في قلوب الأحرار.
ها هم جنودُك وها هم أتباعك اليوم يلهجون بصرختك المدوية في كل بقاع الأرض.. ها هي أصداء كلماتك تزلزل في الوجود.. ها هم أتباعك يتباهون بمسيرتك القرآنية في كُلّ العالم.. صرت أنت العَلَمَ لهذه الأُمَّــة والسراجَ المنيرَ لكل من ضَلَّ طريقه. إن قُلتُ عنك سَيِّدِي إنك وهبتَ للروح الحياةَ حين كنا أمواتاً بلا أرواح، فإني لا أبالغ، وإن قلت عنك سيدي إنك حرَّرتَ قلوبَنا وعقولَنا من براثن الجُمُود والخنوع، بعد أن كنا صماً وعمياناً، فإني لا أبالغ، وإن قلتُ عنك إنك من بعثت إنْسَانيتنا من تحت ركام الفناء يا مُحيينا بعد الإحياء يا موجدنا بعد الإيجاد، فإني لا أبالغ.
قتلوك يا نورَ الزمان ونبراسَ الأمان.. حشدوا أذنابَهم وتآمروا بِغَيِّهم وبُهتانهم عدواناً وكذباً، أعدوا عُدَتَّهم، وأحبكوا خطّتهم للنيل منك.. ظناً منهم أنهم أبطالٌ وشجعان، وأنهم قد فازوا بجريرتهم ونالوا الشرَفَ عند أسيادهم بقتلك (يا حُـسَـيْـن)، كنت أنتَ ذلك المتمرد وذلك الخارج على دستور الغاب، كنتَ أنتَ من ستقلِبُ موازينَ عالمهم بفكرك، سنوقظ ألباب الغافلين بنهجك، فكنت بذلك قد أرّقت مضاجعَ الفجار حين كشفت غوائرَ قلوبهم وفضحت مكامنَ دهائهم، أرعبت أَمريكَا وَإسرائيل رأس الشر في هذا العالم، بصرختك المدوّية التي دوّت في غياهبِ الظلمات.
نعم يا حُـسَـيْـنَ العصر أزعجتهم وزلزلت عروشَهم، فكان اقتصاصُهم منك سيدي هو مطلب الشياطين وحُلم المجرمين.
وَيْحَكُمْ يا قتلَةَ الحُـسَـيْـن، يا قتلة الحق، يا قتلة مُحيي هذا الزمان ومجدد الإسْلَام ومنقذ الأوطان.. وَيْحَكُمْ يا عبثة ومفسدي الأرض، وَيْحَكُمْ يا أرباب الظلم والتضليل، ماذا فعلتم بنا؟! وماذا جنيتم على هذا العالم بعظيم جرمكم؟ هل تعلمون يا أحقر من على هذه الأرض مَن قتلتم؟ وعلى من تجرأتم ودم من سفكتم، يا أشقياء زمانكم، يا من هويتم إلى أسفل السافلين بجريمتكم، يا من بلغتم بفعلتكم أفعال الطغاة وجبابرة الأرض المستكبرين..!

أترك تعليقاً

التعليقات