رأس الإرهاب والإجرام
 

أحلام عبدالكافي

تناقلت الأنباء مؤخراً تصريحاً عن (الجبير) وزير خارجية مملكة الشر، عن ضرورة السعي للسلام مع إسرائيل في المنطقة، بل وتحدث عن ذلك بكل انبطاح بجعل إسرائيل واقعاً مفروضاً يجب التطبيع معها والاستسلام لها.. أوليس المدعو الجبير هو نفسه من أعلن من واشنطن شن حربهم الوحشية ضد اليمن، بل وشدد على ضرورة التدخل العسكري كون اليمن تشكل خطراً على المنطقة؟! أي أن إسرائيل ليست خطراً على الأمة، واليمن هي الخطر... 
وهنا ترجع بنا الذاكرة قليلاً لشهور مضت حين أوردت وكالة (رويترز) خبراً جاء فيه (بموجب الاقتراح والاتفاق بين إسرائيل والسعودية، يمكن نقل السلع بواسطة السكك الحديدية من ميناء حيفا إلى ميناء الدمام السعودي عبر الأردن)... وأكد ذلك تصريح وزير النقل في حكومة العدو الإسرائيلي بقوله: بدأت العمل بشأن ربط سكك حديدية مع الأردن والسعودية.
أما عن لقاءات محمد بن سلمان مع قيادات إسرائيلية وبشكل علني طيلة الفترة الماضية، فتحدث ولا حرج، حيث كانت إسرائيل تسارع بالحديث عنها والثناء المستمر على الدور السعودي في التعاون مع إسرائيل في المنطقة. أما الزيارات المتكررة لمحمد بن سلمان لأمريكا الحليف المخلص لإسرائيل، فلاتكاد تخفى على أحد، ولعل آخر زيارة له (وتبركه ترامب) هي خير دليل على العلاقات الأخوية النابعة من عمق التعاون بين البلدين..
كما نذكركم هنا بكل تلك التصريحات المتكررة لأنور عشقي، الجنرال السعودي، الفاضحة لطبيعة العلاقة بين الكيانين السعودي والصهيوني، وحديثه المستمر عن ضرورة إقامة علاقات دبلوماسية ومشاريع قومية عربية مع إسرائيل، ودعوته الملحة للسلام معها في تصريحاته الأخيرة، زاعماً أن العنف لايولد إلا العنف، وكل تلك التلميحات الصريحة بضرورة الاستسلام لإسرائيل عبر الإشادة بقيادات حربية إسرائيلية ووصفها بالحنكة والحكمة والقوة.. إنها الصورة الحقيقية لمكامن التحالف الصهيوسعودي التي تتجلى لنا بسعيها لإخضاع حكومات ورؤساء المنطقة للهيمنة الصهيونية، وتظل مكتوفة الأيدي حيال الجرائم الصهيونية في فلسطين، بل ومباركة، وتبرير حقها في كل تلك التدخلات التدميرية في الدول العربية بقيادة أمريكية صهيونية.
في خضم كل تلك العلاقة الحميمة لإسرائيل نجد تضاد العلاقة تماماً من قبل المملكة مع اليمن حين دعا الجبير وزير خارجية السعودية، للحرب على اليمن، وتشكيل ما سمي التحالف العربي الذي صرح بنو سعود تكراراً ومراراً أنه ستكون له أهداف كثيرة ليس في اليمن فقط، وإنما في جميع دول المنطقة.
إنها تلك الشوكة التي غرست في قلب الأمة العربية التي تتقارب مع الكيان الصهيوني في توقيت المنشأ وفي كمية الحقد على العروبة والإسلام. تلك الأسرة المسماة بني سعود من عمّدت ملكها بسفك دماء آلاف الأبرياء من سكان نجد والحجاز، وسعيها مباشرة لتوسيع رقعة ملكهم من خلال الاحتلال والتوسع في شبه الجزيرة العربية، بنفس العقلية الصهيونية التي زرعت هي الأخرى لنفس الأهداف عبر الاحتلال البريطاني آنذاك.
يا لها من طبخة مسمومة تحاك ضد هذه الشعوب بقيادة (خائن) الحرمين الشريفين..! لا يريدون العنف ضد إسرائيل رغم أنها العنف نفسه ورأس كل الإرهاب والشر في المنطقة العربية... ويرتكبون في الوقت نفسه أبشع الجرائم بحق الشعب اليمني منذ 3 أعوام من العدوان البربري حين دمروا ما عمّرته اليمن طوال 100 عام، بفعل صواريخهم وقنابلهم التي استهدفت كل العمران وكل البنى التحتية، بل دمرت كل ما هو حي بوحشية منقطعة النظير، ثم يتوعدون بأن تتوجه عاصفتهم عبر تلميحات مختلفة لسوريا والعراق ولبنان التي تعتبر من وجهة نظر الأسرة السعودية دولاً تستحق التدمير والتحالف لتمزيقها، لأن المخطط الصهيوأمريكي أراد ذلك..
لايخفى على الجميع داعش وخبايا التأسيس والأهداف، ذلك التنظيم السعودي المنشأ، الصهيوني الأهداف الذي عاث في الأرض الخراب، والذي أطلق عليه محللون سياسيون (داعش الاستعمار الجديد)، كيف لا وهو يتوغل في الأوطان ويحتل البلدان ويحارب جيوشها الوطنية ويستنزف قدراتها ويعمد لإحلال الفوضى، ثم ما يلبث أن يكون ابناً مطيعاً أمام القوات الأمريكية التي تأتي هي الأخرى بدعاوى التحرير من السيطرة الداعشية، لتكتمل فصول المسرحية باحتلالها واستيطانها في أماكن تدخلها في الوطن العربي.
إن تداعيات المواقف السعودية المعادية للشعوب العربية وتمويلاتها المستمرة للجماعات الإرهابية في جميع أنحاء العالم، وتنصيب نفسها العصا الغليظة للمخطط الصهيوأمريكي التي تضرب بها الأمة المسلمة لتعيث في الأرض الخراب، لهو السقوط بعينه نحو الانهيار والتسارع الحتمي نحو شراك مؤامراتهم الدنيئة التي لربما كان أول مؤشر لها هذه الحرب العدائية ضد اليمن، وما لها من تداعيات خطيرة على المملكة سياسياً واقتصادياً.. أما عن الصراع في البلاط الملكي فحدث ولا حرج، لكن ما تغفل عنه المملكة المتشبثة بأحبال القوة الصهيوأمريكية في المنطقة، أن وقت التخلص منها من قبل تلك القوى الاستغلالية قد شارف على البدء بعد كل تلك الاستنزافات، وأن عقارب الساعة تمضي نحو سحق الأسرة الحاكمة وتفكيك السعودية بعد أن ألّبت عليها كل الأمة إن لم يكن العالم، باعتبار المملكة رأس الإرهاب والإجرام في العالم.

أترك تعليقاً

التعليقات