إعجاز القوة الصاروخية
 

أحلام عبدالكافي

من أي نصرٍ ونصرٍ نبدأ الحمد.. والانتصارات يا الله لم تهدأ.. 
هناك أبطال تعجز الكلمات عن وصف إخلاصهم لهذا الوطن، وتجف الأقلام عن إدراك عظيم إنجازاتهم.. إنهم الرجال الأوفياء الذين يعملون بتفانٍ منقطع النظير في القوة الصاروخية، وحققوا إعجازاً أسطورياً في التصنيع العسكري في ظل العدوان الكوني ضد اليمن، وبأيادٍ يمنية خالصة، وهي الجبهة الأكثر استهدافاً ومحاصرةً من قبل العدوان، فمن باب أولى كيف المفترض أن تكون عليه باقي الجبهات الأقدر فاعلية؟! 
إنجاز كبير انضم مؤخراً إلى تلك الإنجازات الأسطورية في دائرة التصنيع الحربي، وهي منظومة (المندب) الصاروخية في جيلها الأول، والتي تعد إضافة استراتيجية ونقلة نوعية في عملية الردع في جبهة الدفاع الساحلي، وإنجازاً كبيراً يحسب لصالح تطور الأسلحة البحرية، وأتت هذه الإضافة لتثبت بفاعلية ودقة عالية قدرة الجيش اليمني على الاكتفاء الذاتي في الجانب العسكري من ناحية، كما تضيف هذه الصواريخ الى منظومة التسليح البحري قوة تستطيع التصدي بها لأي عدوان من ناحية أخرى، وخصوصاً بعد أن أعلن تحالف العدوان إغلاقه كافة المنافذ البرية والبحرية والجوية اليمنية، إمعاناً في جرائمه وحصاره للشعب اليمني طوال 3 سنوات من الدمار والقتل والحصار. 
فأتى التوقيت لهذا الإنجاز النوعي للقوات البحرية والدفاع الساحلي، ليحذر تحالف العدوان من إغلاق الموانئ اليمنية أو استهدافها، بأنه جاهز للرد والتصدي. 
إن المتأمل لظروف العدوان ولما تشهده اليمن على مدى 3 أعوام تقريباً، يجد أن العدو المتألف من أقوى وأعتى ترسانة حربية، قد عمد منذ اليوم الأول إلى إضعاف منظومة الدفاع العسكرية اليمنية رغم تواضعها، حيث استهدف كل ما يتعلق بالقوة العسكرية على كافة الأصعدة، من الجيش والمعسكرات ومخازن الأسلحة والصواريخ الحرارية، بل ومنظومة الصواريخ بشكل عام في كل محافظات الجمهورية.. والطبيعي لأية دولة تعرضت لهكذا عدوان استوفى كل الشروط التدميرية لهلاك شعب بأكمله، أن تعلن هزيمتها، وأن ترفع الرايات البيضاء، لتجد نفسها بعد ذلك واقعةً تحت وطأة الاحتلال والاستعمار، وهذا ما شهدته بلدان أخرى واجهت ظروفاً مماثلة لما تعرض له اليمن، بل إنها كانت تمتلك قوات عسكرية أكبر مما يمتلكه اليمن بكثير، كالعراق وليبيا.. وبالرغم من أن ما تعرضت له اليمن من عدوان كان بحجم حرب كونية على دولة واحدة، لكن إعلان الهزيمة أمر غير وارد في اليمن. 
نعم هذا غير وارد.. وهذا ما أثبته الواقع، فلقد حوَّل اليمن بكل فئاته الشعبية والعسكرية والسياسية، وعلى مستوى القيادة بالمقام الأول، مظلوميته إلى درب نجاة حين أدرك حقيقة القضية بكل وعي، وخطر المؤامرة، فانطلق متوكلاً على الله وواثقاً به، متسلحاً بعزيمة إيمانية قوية جعلته اليوم بهذا الشموخ، محققاً كل هذا الانتصار، وقالباً الطاولة على رؤوس كل أولئك المعتدين، بالرغم من كل جحافلهم وعدتهم وعتادهم. 
لقد كانت الجبـهة الحربية هي التي تصدرت الموقف عن جدارة واستحقاق كبيرين، كيف لا وهي استطاعت بكل عظمة أن تتصدى لكل ذلك العدوان الكوني وكل تلك الجبهات المفتوحة داخلياً، بل وجعلت الحرب ترتد على العدو نفسه حين أصبحت المعارك اليوم تدور رحاها في عقر دار العدو السعودي.. أما عن إنجازات القوة الصاروخية فحدث ولا حرج..
ما قامت به القوة الصاروخية يمثل إنجازاً عظيماً في الظروف العادية، لكن في ظل ظروف الحرب والحصار فإنه فعلاً إعجاز لا نظير له.. منظومة الصواريخ الباليستية التي يتطور مداها وتتطور قوة أدائها ومدى فاعلية تحقيقها لأهدافها وإصابتها بدقة عالية وبسرعة فائقة، تجعلنا نقف حائرين أمام تلك الإنجازات العظيمة التي حيرت عالم الشر، بل أرعبتهم، وجعلتهم أقزاماً أمام أنفسهم وأمام هذا العالم حين أخجلتهم، وكشفت زيف منطقهم وكذب أحاديثهم عن انتصاراتهم الوهمية على شعب بهذه الإرادة وبهذه القوة التي تجعله أسطورة لا تقهر، وتجبر هذا العالم الصامت طويلاً، لأن يقول لأرباب العدوان أوقفوا عدوانكم على هذا الشعب العظيم، لأنه قد هزمكم شر هزيمة.

أترك تعليقاً

التعليقات