شرعية القتل والتدمير
 

أحلام عبدالكافي

(سيطرة قوى العدوان الأمريكية والإماراتية على آبار النفط والغاز بمحافظة شبوة تأتي في إطار مخططات العدوان وتصعيده الأخير بهدف السيطرة على ثروات اليمن ونهبها)... هذا ما تناقلته وسائل الإعلام الوطنية اليمنية مؤخراً.
ولا ننسى أن نذكر أيضاً تكالب مملكة الشر السعودية وأطماعها في محافظة حضرموت، ومحاولة فصلها عن اليمن، أما عن أطماع إسرائيل وأمريكا في محافظة الحديدة، والمساومة الواضحة من قبل أدواتهم في الداخل والخارج لتسليم المحافظة للمحتلين بكل وقاحة وانحطاط، فحدث ولا حرج... وها هي دويلة الإمارات تحاول بسط نفوذها على الجزر اليمنية، ولعل ما يحدث اليوم من عبث واحتلال واضح لجزيرتي سقطرى وميون هو خير دليل على خبث نوايا المتحالفين لإعادة شرعية هادي المزعومة، والتي ظهرت جلياً بأنها إنما تمثل شرعية احتلال اليمن وتقسيم أراضيه.
إن استخدام مبرر إعادة ما يسمونه الشرعية من قبل دول التحالف، وعلى رأسها السعودية وأمريكا، في عدوانهم على اليمن منذ أكثر من عامين ونصف، إنما هو استخدام ينم عن مخطط ومؤامرة خطيرة، وإن كانت كلمة شرعية كغيرها من الألفاظ المنمقة التي يتم تداولها في وسائل إعلام العدو المختلفة لتزييف الرأي العام، والتي ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب والويلات للشعب اليمني.
لقد ضجت الساحة والمنطقة بالتهويل لأهمية إعادة شرعية هادي، وبأن المليشيات المسلحة (الحوثي وصالح) قامت بانقلاب على شرعية ولايته، وبذلك بات من الضروري مساعدة ذلك الرئيس المستغيث بدول الخليج، وعلى رأسها السعودية، فقامت الحمية والنخوة العربية بتلك التجهيزات الضخمة، وأعدت العدة، وحشدت الشرفاء من كل حدب وصوب، كيف لا فذلك من أجل حماية اليمن من المد الإيراني، وحماية الأمن القومي العربي.
نعم إنه الستار الصهيوأمريكي... والشرعية المزعومة التي حركت كل قبيح وكل خائن وكل مجرم وكل عميل وكل مرتزق، فهي شرعية كل شيء إلا أن تكون شرعية استقرار اليمن والحفاظ على أمنه.
هي شرعية الرئيس المستقيل والفار من وجه العدالة... هي شرعية رئيس أباح دماء شعبه، وخان وطنه، واستدعى كل طامع وكل محتل، وأباح كل شبر في أرضه لهم.
هي شرعية قتل أطفال اليمن ونسائه بل كل الأبرياء والآمنين... هي شرعية قصف المنازل والحارات، وهي شرعية سفك الدماء من أقصى شمال اليمن إلى جنوبه بدم بارد وبلا رحمة وبلا حسيب ولا رقيب، وبضوء أخضر باركت وشاركت فيه أكثر من 13 دولة، بل صفق له المجتمع الدولي (مجلس الأمن وهيئة الأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان والجامعة العربية).
نعم إنها شرعية تدمير الأمة العربية والإسلامية ابتداءً من تحالفهم في خراب اليمن وتدمير مؤسساته الاقتصادية منها والتاريخية والحضارية والإعلامية... وشرعية تدمير البنية التحتية من المصانع والمدارس والطرق والجسور والاتصالات، بل شرعية قصف دار المكفوفين والمقابر وقصف الأحياء والأموات وكل شيء يمني على الأرض اليمنية.
هي الشرعية التي ستقسم اليمن إلى دويلات وأقاليم متناحرة، وهي شرعية القاعدة وداعش أدوات احتلال اليمن من قبل الطامعين، وعلى رأسهم أمريكا وإسرائيل والسعودية والإمارات.. فما نراه من توافد الجيوش المستأجرة الى اليمن هو خير دليل على خبث المخطط وزيف الادعاء. 
نعم هي شرعية أعداء الأمة والإسلام والعروبة ليمعنوا في القتل والتدمير وتمزيق جسد هذه الأمة، بستار خليجي يمول وينفذ ويستأجر ويكذب، لتكون نهايته بما كسبت يداه.
إلا أن شرعية الله هي الأقوى في تنفيذ سننه الإلهية لنصرة الحق وأهله، لأنها شرعية المستضعفين، وشرعية الرجال الأبطال، وشرعية البقاء لكل منصف متمسك بحبل الله المتين..
فما النصر إلا من عند الله، ولا نامت أعين الجبناء والخونة والمعتدين.

أترك تعليقاً

التعليقات